2008-12-30

الله أكبر ... ولله الحمد

الله أكبر ... ولله الحمد
الله أكبر ... ولله الحمد
الله أكبر ... ولله الحمد
أخبار عاجلة من مواقع الحدث
مازلنا نجمع الموسوعة التي وعدت بها
عذرا للتأخير ولكن هناك العديد من المشااكل في النت
بالاضافة لظروف الامتحانات
أرجو من الإخوة المساهمة
الآن تابع معنا علي مدونة صوت المجاهدين أكبرو أضخم مجموعة فديوهات مسجلة من كل مكان
عن انتصار اخواننا في قطاع غزة
ساهم معنا في تكبير الموسوعة وساهم بأي رابط تجده علي النت
ارفع من روح الأمة
هناك فجر قادم
شارك في صنع أحداثه والتهييئ له
( 1 )
الآن // فيديو للوزير الصهيوني الذي إنبطح أرضــاً .. رعبـــا من الصواريخ ‏‏ القسامية
شوفوا كيف انبطح الوزير الصهيوني رعبـــا من الصواريخ
اختر احد الروابط رابط مباشر(( اضغط بالزر اليمن ثم حفظ بإسم ))
( 2 )
حمل الآن - مهرجان الإنطلاقة بالكامل النسخة الأصلية
وإليكم الآن جميع روابط المهرجان ( روابط مباشرة سريعة ) + ( حفظ واستكمال الداون لود )
( 3 )
قصف مغتصبة نتيفوت بأربعة صواريخ قسام
كلمة اسماعيل هنية لشعب الفلسطيني وللامة العربية
تم عرضه يوم 31/12/2008
الباسورد لفك الضغط
اللهم انصر غزة
حلقة نادرة و قديمة من سلسلة
في ضيافة البندقية
و قد زارت الجزيرة من خلال هاته الحلقة معسكرات التدريب و ورش صناعة الصواريخ التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في سابقة هي الأولى من نوعها - و أجريت خلال الزيارة حوارات مع قادة ميدانيين و مسؤولين اعلاميين في الحركةأود أن أؤكد أن الحلقة نادرة جدا و غير متوفرة على صفحة الجزيرة على موقع اليوتوب و لا في أي مكان اخر و أنا أهديها لمجاهدي غزة الصامدين و أرجو من الجميع الدعاء لهم بالنصر لأن ذلك أقل الواجب في حقهمالحلقة بنضام AVI
بجودة عالية - حجم الملف 347 ميجا بيت
شاهد الآن كيف تغلب مجاهدو سرايا القدس علي أسطورة الدبابات الصهيونية
وكيف حولوها لأشلاء متناثرة
وثتئقي رااااااااااااااااااااااااااااااااااائع من الجزيرة
خالطه الكثير من الكلام
إلا أنه يبقي شاهدا علي عظمة مجاهدي سرايا القدس
هم بعون من الله
قادرون علي صد الهجوم البري
إنه النصر القادم
أسطورة الميركافا
ولا تزال القائمة تحت التحديث
هذه هي البداية
تابعونا
وشاركوا معنا

محللون صهاينة: العملية الحربية في غزة دخلت المرحلة الإشكالية و"حماس" بدأت تنتعش



القدس المحتلة-المركز الفلسطيني للإعلام
أكد محللون صهاينة أن العملية الحربية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد غزة دخلت المرحلة الإشكالية التي تمرّ بها جميع الحروب، موضحاً أن "الضربة الشديدة الأولى والمفاجئة انتهت، وان النجاحات العسكرية أصبحت تثير الإعجاب بقدر أقلّ... وان العدو بدأ ينتعش"، في إشارة إلى النوعية والدقة التي تميز بها القصف القسامي يوم أمس.
وتحدث المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" العبرية ألوف بن، عن صراعات بين القيادة الصهيونية حول مواصلة الحرب على غزة أو وقفها، موضحاً أن الاحتلال كان يريد مواصلة توجيه الضربات لحركة "حماس"، لكن الأهداف التي تم إعدادها قبل العملية العسكرية أخذت تنتهي، والحلول السحرية الجوية التي لا توقع الخسائر في صفوف تلك القوات وصلت إلى نهايتها.
ونقلت تقارير صحفية أن خلافات بدأت تنشأ بين القيادة الصهيونية حول استمرار الحرب على قطاع غزة أو وقفها، فيما دعا محللون إلى الاتعاظ من عبر حرب لبنان الثانية في العام 2006 مشيرين إلى علاقة بين الحرب والانتخابات العامة الصهيونية.
ورأى المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" العبرية أن "هذه هي المرحلة التي تتطلب من القيادة السياسية اتخاذ قرار حول ما إذا ما كان يتوجب إدخال قوات برية إلى قطاع غزة والبدء في معركة التحام مع "حماس"، أم الاكتفاء بالتهديدات والسعي إلى وقف إطلاق النار، الذي يبقى تحت تأثير قصف الأيام الأولى، والإعلان عن أنه تم تحقيق الأهداف، والتهديد بأنه إذا استمر إطلاق الصواريخ من غزة، فإن الضربة المقبلة ستكون موجعة للغاية".
وأشار إلى أنه كان بالإمكان أمس ملاحظة بوادر أولية لخلافات في الرأي في الجانب الصهيوني حول مدة العملية وطبيعتها، موضحاً أنهم تحدثوا في جهاز الأمن عن عملية ستستمر ثلاثة وحتى أربعة أسابيع، وعن استعدادات لعملية برية، إذ أن قرار الحكومة الصهيونية الأمنية المصغرة يتيح تصعيداً كهذا وحتى إعادة احتلال القطاع، (لكن) في وزارة الخارجية يقدّرون أن 'الساعة الرملية السياسية' ستوقف العدوان في وقت مبكر أكثر بكثير وأيّدوا إنهاء العملية بسرعة أكبر.
وربط بن بين العدوان وبين محاولات وزير الحرب الصهيوني نيل تأييد صهيوني موضحاً أنه تبين أن "الرابح السياسي الواضح من القتال في غزة هو باراك، الذي تتزايد قوته في هذه الأثناء على حساب وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني".
وأضاف "لكن قياديين في حزب الليكود يقدرون أنه إذا استمر هذه التوجه، فإن (رئيس الليكود) بنيامين نتنياهو سيضطر الى وقف إطلاق النار من جانبه مع باراك، وسيبدأ بالنظر إليه على أنه يشكل تهديداً".
وخلص بن إلى أنه "بالإمكان التقدير أن القيادة المتصارعة التي تقود "دولة" الاحتلال في الحرب ستواجه صعوبة في الحفاظ على تكتلها كلما استمرت المعارك، وفي نهاية المطاف، مثلما يحدث في جميع الحروب، سيدّعي جهاز الأمن أنه تم إيقافه قبل لحظة من تمكنه القضاء على العدو، فيما سيقول الدبلوماسيون أن المعارك استمرت أكثر مما ينبغي حتى فقدت "إسرائيل" الدعم الدولي".
من جانبه، حذر كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع في مقال له اليوم الثلاثاء (30/12) تحت عنوان "أذكروا 2006"، من أن تاريخ الحروب الصهيونية "يعلّمنا أن بداية ناجحة لا تضمن بالضرورة نهاية ملائمة ومثال كلاسيكي، وليس الوحيد في تاريخنا، هو الفجوة بين بداية حرب لبنان الثانية ونهايتها"، في إشارة الى الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على حزب الله اللبناني بعد أسره جنديين صهيونيين على الحدود في تموز/يوليو 2006.
وأشار برنياع إلى أن السياسيين الصهاينة يخلطون بين الحرب والسياسة وأن "العمليات العسكرية كانت دائماً جزءاً من اللعبة السياسية، لكن أنفاس السياسيين هذه المرة ثقيلة جداً"، إذ "من شدة الحماس لرؤية الدخان الأسود في غزة، أصبحوا يميلون إلى نسيان غاية العملية العسكرية، وهي إرغام "حماس" على الموافقة على وقف إطلاق نار بالشروط "الإسرائيلية" وهذه الغاية يتفق عليها أولمرت وليفني وباراك، ليس احتلالاً ولا التسبّب بانهيار "حماس".
وخلص إلى أن "العملية يفترض أن تنتهي في اللحظة التي توافق فيها "حماس" على وقف إطلاق نار، وهذه هي عبرة أيضاً يجدر تعلّمها من أخطاء 2006، إذ ينبغي إنهاء الحروب.
وقد أكدت مصادر في حركة "حماس" أنها امتصت الضربات، وأعدت نفسها لمواجهة ما هو أصعب مما يجري، مشددة على أن كل محاولات إسقاطها وإسقاط المشروع الإسلامي ستفشل، متوعدة، بأن يندحر الاحتلال عن غزة وهو يجر أذيال الخيبة.

2008-12-29

هيا أيها الناس ... إنه النصر القادم إن شاء المولي

مقتل صهيوني وإصابة 15 آخرين في قصف للقسام على "عسقلان" بصواريخ جراد
فلسطيني يتسلل إلي مغتصبة غرب رام الله ويطعن ثلاثة مغتصبين ويصيبهم بجراح بالغة
من سيد قطب إلي أبطال غزة الصامدين

آخر التطورات من مواقع المجاهدين ... دعوة للأمل











{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}
بلاغ عسكري صادر عن
..::: كتائب الشهيد عز الدين القسـام :::..
"بقعة الزيت اللاهب"
كتائب القسام تقصف مدينة "المجدل" المحتلة بصاروخ غراد والعدو يعترف بمقتل صهيوني وإصابة آخرين

بعون الله وتوفيقه تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام مسئوليتها عن المهمة الجهادية التالية :
اليوم: الاثنين التاريخ: 02 محرم 1430هـ الموافق 29/12/2008م الساعة: 09:25
العملية: قصف بصاروخ "غراد".
الهدف: مدينة "المجدل" المحتلة.
النتيجة: اعترف العدو بمقتل صهيوني وإصابة 15 آخرين بجراح.

ويأتي ذلك رداً على العدوان الصهيوني المستمر ضد أهلنا في غزة والضفة الغربية، ورداً على المجزرة الصهيونية الأخيرة في غزة والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 290 شهيداً وإصابة المئات، وعلى الحصار الظالم المتواصل على أبناء شعبنا..
وإننا في كتائب القسام إذ نعلن عن هذه المهمة الجهادية لنؤكد بأن العدو بارتكابه لهذا الحماقة فتح على نفسه أبواب جهنم ولينتظر فعلنا لا قولنا..

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد ،،،
كتائب الشهيد عز الدين القسام
الاثنين 02 محرم 1430هـ
الموافق 29/12/2008م
الساعة 10:00
0812-64
2008-12-29





" فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى "
ضمن حملة ( خيوط الموت ) ورداً على مجزرة السبت الأسود
قصف زكيم وسيديروت والنقب الغربي بخمسة صواريخ ناصر 3
قصف معبر كيسوفيم وكرم أبو سالم ب6 قذائف هاون من العيار الثقيل
إستمراراً للردود على مجزرة السبت الأسود التي إرتكبها العدو الصهيوني في غزة الصامدة المحتسبة ، وعلى الرغم من التحليق المكثف لطيران العدو والتواجد الكبير لآلياته على الشريط الحدودي تمكنت بحمد الله ومنته مجموعاتنا المجاهدة في ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية من :
1_قصف موقع زكيم العسكري بصاروخ " ناصر 3 " وسيديروت " بصاروخين ناصر 3 " وذلك تمام الساعة 09:55 من صباح الأحد الموافق 28/12/2008م .
2_ قصف معبر كيسوفيم بـ 4 قذائف هاون من العيار الثقيل 100ملم في تمام الساعة 10:20من صباح الأحد الموافق 28/12/2008م .
3- قصف معبر كرم أبو سالم بقذيفتي هاون من العيار الثقيل 100ملم في تمام الساعة 10:20 من صباح الأحد الموافق 28/12/2008م .
4_ إطلاق صاروخين ناصر 3 على تجمعات للمغتصبين الصهاينة في النقب الغربي في تمام الساعة 10:30 من صباح الأحد الموافق 28/12/2008م .
وإننا نؤكد بأن عمليات القصف من قبل مجاهدي ألوية الناصر صلاح الدين تواصلاً للرد الموعود على جرائم العدو بحق مجاهدينا في غزة مستمرة ، متوعدين الاحتلال بذات الوقت بالمزيد من الضربات والعمليات الجهادية الموجعة ابتداء من قصف المغتصبات وحتى العمل الاستشهادي بأي مكان تصله بنادقنا وعبواتنا إذا ما استمر عدوانه على أبناء شعبنا ومجاهدينا
.





بيان صادر عن القيادي في ألوية الناصر صلاح الدين أبو عبير
إنطلاق حملة ( خيوط الموت ) العسكرية لقصف المغتصبات الصهيونية
ابتداء الحملة بإطلاق 7 صواريخ و3 قذائف هاون على المغتصبات
في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة المتواصلة على أبناء شعبنا الفلسطيني وفي ظل تواصل الحصار الصهيوني الأمريكي وقتل العشرات من أبناء شعبنا بدم بارد ، فإننا في ألوية الناصر صلاح الدين لا يمكن لنا أن نقف مكتوفي الأيدي ويجب علينا أن نقف عند مسئولياتنا وأن نقف سداً منيعاً في وجه الإحتلال ومؤامراته الدنيئة التي تهدف لكسر ذراع المقاومة لا سيما التعذيب المتواصل لأبنائنا في سجون الإحتلال وقمعهم المتواصل ، ولكي نثبت للإحتلال وأعوانه بأننا لا نستجدي التهدئة ولا نلهث ورائها ونؤكد بأننا قبلناها على مضض من أجل رفع الحصار فإننا نؤكد على ما يلي :
1- نعلن إنطلاق حملة عسكرية بإسم ( خيوط الموت ) كعملية متواصلة لقصف المغتصبات الصهيونية ومواقع المحتل بالصواريخ وقذائف الهاون ، مؤكدين بان خيوطنا من لهب ستلتف حول عنق المحتل حتى نحره كما أننا بدأنا الحملة بإطلاق 7 صواريخ و3 قذائف هاون على المغتصبات المجاورة لقطاع غزة .
2- على العدو الصهيوني أن ينتظر ما هو أقسى وأمر مما يتوقع وسنجعل كافة مدننا المحتلة مدن أشباح لا حراك فيها للصهاينة .
3- نؤكد بأن كل جندي صهيوني أو مغتصب يتحرك على أرضنا هدفاً شرعياً لبنادقنا وقذائفنا ولن نرحمهم أينما وجدناهم فالله تعالى يقول : ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) .
4- إن اجتماعات العدو الصهيوني المتكررة بمثابة فرقعات إعلامية سرعان ما تذوب تحت أقدام المجاهدين ولن تخيفنا أبداً ما حيينا .. فالله مولانا ولا مولى لهم .
5-نطمئن أبناء شعبنا بأننا لن نتوانى لحظة في الدفاع ورفع الظلم عنه وسنعمل كل ما بوسعنا من أجل الحفاظ على كرامتهم والحفاظ على الثوابت الشرعية .
وإنها لمقاومة مقاومة.. نصر بلا مساومة
والعزة للإسلام والمسلمين والخزي والعار للخونة والمعتدين
أبو عبير أحد قادة ألوية الناصر صلاح الدين
الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية
الخميس الموافق 25/12/2008 م

2008-12-28

"الألوية" تقصف مواقع صهيونية بالهاون وصواريخ "ناصر3"

غزة -المركز الفلسطيني للإعلام
أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، مسئوليتها عن قصف عدة مواقع صهيونية صباح اليوم الاحد (28/12)، ردا على مجزرة السبت الأسود التي إرتكبها العدو الصهيوني في غزة الصامدة المحتسبة.
وقالت "الألوية" في بلاغ عسكري اليوم إنه "على الرغم من التحليق المكثف لطيران العدو والتواجد الكبير لآلياته على الشريط الحدودي، تمكنت بحمد الله ومنته مجموعاتنا المجاهدة من "قصف معبر كيسوفيم بـ 4 قذائف هاون من العيار الثقيل، وقصف معبر كرم أبو سالم بقذيفتي هاون من العيار الثقيل، كما اعلنت "الألوية" عن إطلاق صاروخين "ناصر 3" على تجمعات للمغتصبين الصهاينة في النقب الغربي.
وأكدت "بأن عمليات القصف من قبل مجاهديها تأتي "تواصلاً للرد الموعود على جرائم العدو بحق مجاهدينا في غزة، متوعدين الاحتلال بذات الوقت بالمزيد من الضربات والعمليات الجهادية الموجعة ابتداء من قصف المغتصبات، وحتى العمل الاستشهادي بأي مكان تصله بنادقنا وعبواتنا إذا ما استمر عدوانه على أبناء شعبنا ومجاهدينا.
66% من أهالي سديروت يرغبون بالمغادرة فوراً بسبب صواريخ المقاومة

مذبحة الاحتلال لم تضعف العزائم .. وغزة ترفع شعار "لا للاستسلام"


غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
لم تضعف الحرب المفتوحة التي تنفذها طائرات الاحتلال ضد غزة والتي طالت عشرات المواقع وخلفت مئات الشهداء والجرحى منذ يوم ظهر السبت (27/12)، عزيمة قادة حركة "حماس" وكل الغزيين، الذين أظهروا إرادة صلبة على الصمود والتحدي، ورفض الاستسلام.
وفي تحدي لآلة البطش الصهيوني؛ عقدت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية اجتماعاً طارئاً مساء السبت، في مكان غير معلن، لمناقشة العدوان الصهيوني، لتوصل رسالة بأن كل صواريخ الاحتلال لن تكسر الشرعية الفلسطينية أو تشل عمل الحكومة.
هنية: لو علقنا على المشانق لن ينتزعوا منا المواقف
ولم يكد الاجتماع ينتهي حتى ظهر إسماعيل هنية رئيس الوزراء على شبكة "الأقصى" الفضائية في كلمة متلفزة، رابط الجأش، يبث الهمة والعزيمة في نفوس الفلسطينيين ويعلن بصلابة: "لن نستسلم".
وأكد هنية، الذي تضعه قوات الاحتلال على قائمة الاستهداف، أن المجازر الصهيونية لن تفتّ من عضد الشعب الفلسطيني الذي ازداد تمسكاً بحقوقه وثوابته، مشيراً إلى أن الاحتلال ارتكب في السابق، مجزرة البراق، ودير ياسين، وصبرا وشاتيلا، ونحالين والحرم الإبراهيمي، والبلدة القديمة في نابلس، وبيت لحم والبريج وخان يونس، وغيرها من المجازر التي خرج الشعب الفلسطيني بعد كل مجزرة ومذبحة "أشد عوداً وأكثر قوةً".
وقال إن العدوان الصهيوني على قطاع غزة يهدف إلى "ضرب الصمود الأسطوري في قطاع غزة -الذي وقف صامداً في وجه الحصار الإسرائيلي والدولي- ورفع لواء العزة دون أن يحنِ هاماته إلا لله الواحد القهار".
وأضاف "يريدون ضرب ثقافة المقاومة والممانعة، ويريدون أن يحدثوا فجوة بين الحكومة الشرعية وحاضنتها الشعبية، فهم يريدون تحويل أنظار العالم عن المشكلة الحقيقية التي جوهرها الاحتلال، وتهويد القدس، ومئات الحواجز، والحصار الذي لم يشهد التاريخ المعاصر له مثيل، لذلك فهم يهدفون من خلال ماكنة الإعلام المضلل أن يظهروا المشكلة وكأنها في حماس أو في بعض الصواريخ أو بعض أساليب المقاومة".
وكرر هنيه قسمه بالله عدة مرات، أن حركة "حماس" والحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصامد لن يتنازلوا عن الحقوق والثوابت الفلسطينية، وقال: "والله لو علقونا على المشانق، وأسالوا دماءنا في الشوارع والطرقات، ومزقونا إلى أشلاء، فإننا لن نتنازل عن فلسطين أو القدس أو حرية أسرانا، ولن تأخذوا منا موقفا يسيء لشعبنا ومقاومتنا".
النونو: لن نتنازل
وقبله كان المتحدث باسم الحكومة طاهر النونو يظهر برفقة الناطق باسم وزارة الداخلية المهندس إيهاب الغصين، في مؤتمر صحفي بغزة يعلن هو الآخر بوضوح: "من وسط القصف ومن بين ركاب المباني المدمرة وبين الأشلاء نعلن بوضوح تجديدنا التمسك بثوابتنا الوطنية ونقول لن نرفع الراية البيضاء، لن نقدم أي تنازل سياسي مهما كان لن نتراجع قيد أنملة عن واحدة من حقوق شعبنا مهما طال الاحتلال، ونؤكد على رفض شروط الرباعية والاعتراف بشرعية الاحتلال تحت أي ظرف من الظروف".
وشدد المتحدث على أن الحكومة الفلسطينية ستبقى "صامدة شامخة في وجه العدوان الصهيوني محمية بجماهير الشعب التي اختارتنا عبر صناديق الاقتراح، ونؤكد للداني قبل القاصي والقريب قبل البعيد أننا اليوم أكثر قوة وأن التفاف شعبنا حولنا يزداد ولن نرفع الراية البيضاء؛ فالحكومة اليوم تمارس عملها على أكمل وجه بداء من هنية والوزراء الذين هم في أماكنهم وبين شعبهم".
وكانت حركة "حماس"، ومنذ فوزها في الانتخابات التشريعية تعرضت لإغراءات كثيرة من أجل الاعتراف بالكيان الصهيوني ولكنها أبت ذلك، وتحملت الحصار والتضييق وحرب الاستهداف على أن تتخلى عن الثوابت والحقوق الفلسطيني.
برهوم: حضور إعلامي لفضح العدوان
أما المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، وبرغم التهديد الصهيوني، فقد حافظ على حضوره في وسائل الإعلام، يشرح أبعاد المجزرة، ويؤكد صمود الحركة والمقاومة والشعب الفلسطيني في وجه المؤامرة. وبكل جرأة وقة ويقين، وجه دعوة القيادة السياسية إلى كتائب القسام وفصائل المقاومة، لترد على هذا العدوان الغاشم بكل الوسائل.
المصري: العدو سيضحك قليلا وسيبكي طويلا
فيما أكد مشير المصري أمين سر كتلة "حماس" البرلمانية أن ما يجري في غزة هو محاولة يائسة لإسقاط الحكومة في غزة، مشدداً على أن العدو الصهيوني "سيضحك قليلا وسيبكي طويلا، فلن تمر هذه الجريمة دون عقاب مؤلم".
وقال: "العدو الصهيوني هو الذي يتحمل المسؤولية ، فهذه مؤامرة صهيونية ـ أمريكية إقليمية لشطب المقاومة وإنهاء حكم "حماس"، وهو لعبة سخيفة، فحماس ستبقى شوكة في حلوق الصهاينة في مواجهة الطغاة والمستكبرين، و"حماس" تمتلك من القيادات السياسية والإدارية ما يكفي لمقاومة العدو"، على حد تعبيره.
استمرار الحكومة وأجهزتها في أداء واجباتها
وميدانياً، ورغم حملة الاستهداف التي طالت عشرات المواقع والمقار الأمنية والشرطية، والتي اشتركت فيها أكثر من ستين طائرة صهيونية، ورغم أيضاً تحول رجال الشرطة المدنية والدفاع المدني والخدمات الطبية، إلى هدف لقوات الاحتلال، إلا أن ذلك لم يمنع أولئك عن مواصلة عملهم بكل تصميم وعزيمة في تحد للغطرسة الصهيونية.
وبقيت الشرطة تتابع أمن غزة الجريحة والمكلومة، وبقي رجال الدفاع المدني يهبون للنجدة والإنقاذ عند كل عدوان جديد، وهم يستحضرون إخوانهم الذين ارتقوا على طريق المجد والإباء.
وواصلت هيئات الحكومة ولجانها المختلفة عملها، إن في عمليات الإنقاذ، وإن في متابعة متطلبات المستشفيات، وإن سياسياً في شرح أبعاد العدوان.
وكما فشل العدوان في إسقاط الحكومة أو شل دورها في خدمة الجماهير، لم ينجح في كسر المقاومة أو وقف صواريخها.
القسام يتحدى ويرد
وحافظ مجاهدو "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، على رباطة جأشهم رغم أنهم خسروا العديد من المجاهدين، وأعلنوا حالة التأهب والاستنفار للدرجة الثانية.
ونجحوا في استيعاب الموجة الأولى من العدوان، وتحدوا طائرات الاحتلال التي تحلق بكثافة في سماء القطاع، وأطلقوا عشرات الصواريخ تجاه مغتصبات الاحتلال في باكورة انطلاق الرد على مجازر الاحتلال ليعترف الاحتلال بمقتل مغتصبة صهيونية وإصابة ما يزيد عن 50 مغتصب آخرين، وانقطاع التيار الكهربائي عن ثلاث مغتصبات.
ووسعت الكتائب بقعت الزيت لتطال بقصفها مغتصبة "كريات جات" التي تبعد أكثر من 20 كيلو متر عن القطاع، فيما سقطت صواريخ "جراد" على ميناء سدود الصهيوني. وانتشر المجاهدون والمرابطون كالمعتاد في مناطق رباطهم يتأهبون لمنازلة العدو والتصدي لأي محاولة توغل ميدانية، فيما كانت وحدات الدفاع الجوي القسامية حاضرة على قلة إمكاناتها في التصدي لطائرات الاحتلال دون أن يردعها استشهاد عدد من المجاهدين وهم يؤدون واجبهم.
فضائية الأقصى .. تنتصر على محاولة إخراسها
وعلى الصعيد الإعلامي، واصلت فضائية وإذاعة "الأقصى" بثها في نقل وقائع العدوان، والمجزرة الصهيونية أولاً بأول، رغم استهدافها من العدو الغاصب، الذي تنكر لكل المعايير الإنسانية والقوانين الدولية.
وبدا أن الفضائية وكما الإذاعة وضعت في الحسبان أن عدوان الاحتلال سيطالها، فقد نجحت في مواصلة إرسالها بعد قصفها وتدمير مقرها غرب غزة وتسويته بالأرض بعد قصفه بطائرات "اف 16" فجر اليوم الأحد، لتقدم دليلاً جداً على إرادة البقاء والتحدي والثبات عند الشعب الفلسطيني.
جماهير غزة: عزيمة وقادة
ولم تكن جماهير غزة الأبية بعيدة عن هذا الصمود والتحدي، فعلى كثرة الشهداء واتساع حجم التدمير، لم تهن العزائم ولم تضعف المعنويات، وحضر الناس بقوة، للمساعدة في عمليات الإنقاذ والتبرع بالدم، والمشاركة الكبيرة في تشييع الشهداء وهم يرددون هتافات التأييد للمقاومة والتنديد بالتخاذل والعدوان.
وتحدى الفلسطينيون الحرب النفسية التي شنها المحتلون ضدهم لفصلهم عن مقاومتهم، ولم تجد الاسطوانة المسجلة التي بثتها مخابرات الاحتلال عبر هواتف الغزيين وهواتفهم المتنقلة، تحذرهم من التعاون مع حماس أو تخزين السلاح أو تطلب منهم إخلاء منازلهم، الصدى لدى الجماهير، التي واصلت احتضانها للمجاهدين، والدعاء لهم.
وكما تبدو آثار العدوان بادية في كل شارع وزاوية وبيت من شوارع غزة الأبية إن من خلال عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وإن من خلال القصف والتدمير، تبدو أيضاً عزائم الرجال الصابرين، ولسان حالهم يقول: نستشهد نعم، تقصف منازلنا ومؤسساتنا نعم، يغتال قادتنا نعم ، ولكننا لن نرفع الرايات البيضاء ولن نستسلم، ولن نغفر لهذا المحتل وأعوانه.

غزة تمتص الضربات رغم الألم والاحتلال يعيد قصف المواقع المدمّر بعد إفلاس قائمة الأهداف (تقرير)

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
تمكّن قطاع غزة، رغم الألم والشهداء، من امتصاص الضربة الصهيونية الأولى والكبرى التي كان الاحتلال يعوِّل عليها كثيراً بأن تكون مقدمة لإسقاط حكم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي لطالما نادى بتقويضه.
فجيش الاحتلال قطع أعياد السبت، وشرع ظهراً بقصف مكثف من خلال عشرات الطائرات الحربية التي ظهرت فجأة في أجواء قطاع غزة، ووجّهت عشرات الضربات بشكل مكثف على مواقع الأمن والشرطة، من أجل أن تباغت قيادة حركة "حماس" وتفاجئها، في ظل الحديث عن تجديد التهدئة وأن تكون الأمور مهيّأة لها بعد ذلك لإسقاط حكمها.
حياة طبيعية رغم الفاجعة
إلاّ أنّ هذا السيناريو الذي رسمته القيادة الإسرائيلية كي "تسقط حكم حماس في غزة"، حسب تعبيرها، بدا فاشلاً بعد أربع وعشرين ساعة من هذه العملية، لا سيما وأنّ الأمور تسير بشكل شبه طبيعي في قطاع غزة رغم الدمار والموت والقتل الذي يعمّ كل ركن وزاوية، لتعيد مرة أخرى ضرب تلك المواقع التي قُصفت سابقاً، بعد نفاد قائمة الأهداف التي حددتها.
فبعد أن انتهت طائرات الاحتلال من الضربة الأولى وقصف المواقع الأمنية والشرطية على طول الشريط الساحلي الضيق لقطاع غزة، وسقوط هذا العدد الهائل من الشهداء والجرحى؛ انتشر أفراد هذه القوات في شوارع المدن والمخيمات لحفظ الأمن، وتسهيل عمليات الإنقاذ، واتخذوا من هذه الشوارع مقرات ميدانية حتى أخذت تعود الأمور إلى ما كانت عليه بعد كلّ غارة.
والمثير في الأمر أنّ الحملة الحربية الجارية جاءت بعد تجويع وحصار مشددين لسكان قطاع غزة، كي يثوروا وينتفضوا باتجاه الوضع الداخلي القائم، إلاّ أنّ التفاف الجماهير حول "حماس" كان يتأكد في مناسبات عدة، وآخرها مهرجان الذكرى الحادية والعشرين لانطلاقة الحركة الذي جمع قبل أيام في غزة حشداً مليونياً غير مسبوق في التاريخ الفلسطيني.
وتوجّه الآلاف من المواطنين للتبرع بالدم وإنقاذ الجرحى، ما أظهر مدى حالة التعاون والتكاتف وأنعش الوحدة الوطنية، فالقصف الذي كان يستهدف المنازل لم يفرِّق بين الفلسطينيين.
وقد لجأت قوات الاحتلال بعد الضربة الأولى، إلى قصف سيارات الشرطة المتحركة التي كانت تتابع عملها ميدانياً بعد قصف كل مواقعها، دون تخلّف أي من هذه القوات.
إدارة القطاع رغم العدوان
ومع حلول المساء أصرّ إسماعيل هنية، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المقالة، التي تحكم غزة، لإلقاء كلمة متلفزة رغم المخاطر الكبيرة لهذا الخروج، وعلى الرغم من أنه وجّه قبلها رسالة مكتوبة كان لها الأثر الكبير في رفع معنويات المواطنين في قطاع غزة بعث خلالها بعدة رسائل، كان أهمها تأكيده على مواصلة العمل الحكومي والإداري بشكل طبيعي .
ودعا هنية أبناء الشعب الفلسطيني إلى "الوحدة والتلاحم والتماسك أمام هذه المحنة والعدوان المتواصل"، مشدداً في الوقت ذاته على أنّ العدوان "لن يكسر إرادة الصمود والتمسك بالثوابت والمبادئ والحقوق الفلسطينية".
وكرّر هنية قسمه بالله عدة مرات، أنّ حركة "حماس" والحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصامد، لن يتنازلوا عن الحقوق والثوابت الفلسطينية، وقال "والله لو علّقونا على المشانق، وأسالوا دماءنا في الشوارع والطرقات، ومزقونا إلى أشلاء، فإننا لن نتنازل عن فلسطين أو القدس أو حرية أسرانا، ولن تأخذوا منا موقفاً يسيء لشعبنا ومقاومتنا"، حسب ما شدّد عليه.
قصف لما بعد "سديروت"
أما الجانب الصهيوني؛ فقد حاول بعد سقوط العشرات من صواريخ "القسام" و"غراد" على أهداف صهيونية يصل مداها إلى ثلاثين كيلومتراً، بحيث طالت مدينة أسدود الإستراتيجية، المحتلة سنة 1948، بعد عسقلان و"سديروت"؛ فقد حاول الإيحاء بأنّ العملية في بدايتها وأنها "متدحرجة"، وأنها تحاول تحريك دباباتها باتجاه قطاع غزة.
وبعد قصف كل المواقع الأمنية والشرطية ومواقع تدريب "كتائب القسام"، لجأت القوات الصهيونية وأجهزتها الإستخبارية إلى الحرب النفسية، من خلال الاتصال هاتفياً بمنازل المواطنين الفلسطينيين، والطلب منهم إخلاء منازلهم لقصفها، حيث قامت بقصف عدد منها بالفعل، قبل أن يهبّ الآلاف من المواطنين ليشكلوا دروعاً بشرية لحماية بقية المنازل المستهدفة.
ثم جاءت بعد ذلك مرحلة قصف مسجد الشفاء المجاور لمجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في القطاع، وتدمير المسجد بالكامل، ومن ثم تدمير مقر فضائية "الأقصى" التابعة لحركة "حماس"، ضمن اتجاه لمواجهة الإعلام الفلسطيني الميداني.
إعلام المقاومة .. استمرار رغم التدمير
إلاّ أنّ عدم انقطاع بث فضائية "الأقصى"، ومواصلة المحطة التلفزيونية العمل من مكان سري غير معروف، وتأكيدها أنها ستواصل عملها "لفضح ممارسات الاحتلال"، كانت رسالة مهمة قرأها كثيرون بأنّ حركة "حماس" قد أخذت احتياطات مسبقة لمثل هذا العدوان. كما أنّ إذاعة "الأقصى" المحلية واصلت عملها بشكل طبيعي، وواصلت نقل الأخبار والحث على "الصبر والصمود" في وجه هذه الحرب.
ومع بزوغ شمس اليوم الثاني للعدوان، عات الطائرات الاحتلال لتدكّ المواقع التي قصفتها يوم أمس السبت، بعد أن تحولت إلى أكوام من الحجارة، ولتقول أنّ عملياتها متواصلة، ما يؤشر بحسب متابعين ميدانيين إلى "إفلاس قائمة الأهداف"، وأنّ المراهنة هي على الوقت من اجل إسقاط الحكومة في غزة.
وفي هذه الأثناء؛ نزل قادة "حماس" إلى الخنادق، حيث يواصلون عملهم بشكل طبيعي على ما يبدو، في حين يُعتقد أنّ طائرات الاحتلال تتعقبهم لتصفيتهم، لتسجل بذلك ضربة معنوية للحركة والمقاومة بشكل عام.
إفلاس الاحتلال
وفي هذا السياق أكد مشير المصري القيادي في حركة "حماس" أن العملية العسكرية ضد غزة هي من بدايتها إلى نهايتها "تدلل على إفلاس الاحتلال على الأرض، وذلك حينما استعمل الطائرات، ستين طائرة دفعة واحدة، وإلقاء ما يزيد مائة طن من المتفجرات دفعة واحدة على غزة"، وقال "هذا يؤكد جبن الاحتلال وفشله وإفلاسه في مواجهة المقاومة على الأرض".
وقال المصري لـ "قدس برس"، "إنّ يأتي هذا القصف بعد أن فشل العدو والإدارة الأمريكية وفريق رام الله (جناح السلطة برئاسة محمود عباس)، وكل الذين تواطئوا في المؤامرات والحصار على غزة، في تركيع حركة حماس، وفك الارتباط مع الجماهير الفلسطينية والشعب، وفي فرض سياسة الاستسلام ورفع الرايات البيضاء، وبالتالي جاء الرد العسكري بهذا المستوى الغير مسبوق على المستوى"، على حد تعبيره .
امتصاص الضربة
وأضاف القيادي البرلماني الفلسطيني "نحن نؤكد أنّ ارتقاء نحو 300 شهيد لن يؤثر على مسيرة المقاومة، فحماس تمتلك عشرات الآلاف من المجاهدين، ولكن جبن العدو الصهيوني أنه استهدف المدنيين، وأنه يستهدف قوات الشرطة الخدماتية التي تقوم على خدمة الجمهور وتأمين الحياة الآمنة والمستقرة لشعبنا الفلسطيني، لكنه يخشى المواجهة على الأرض لأنه يدرك مدى الخسائر التي ستواجهه، ويدرك أنّ دخول قطاع غزة ليس كالخروج منه"، كما قال.
وقال القيادي في "حماس" إنّ الحركة "امتصت هذه الضربة كما امتصت ضربات من قبل حينما استهدف العدو قادتها الكبار والمؤسسين، وأعتقد أنّ الجرائم التي كان يرتكبها العدو كانت على مستوى شهور بمثل هذا العدد وزيادة، لكن هذا لم يضعف حماس، ولكن زادها قوة بفضل الله"، حسب تأكيده.
وأضاف النائب مشير المصري "اليوم وأمام استهداف المقرات والوزارات، وأمام استباحة العدو كل شي في غزة، أؤكد أنّ الأمور مضبوطة ومستقرة وتُدار بحكمة وبكل عقلية سياسية وإدارية متزنة، وأنّ مواصلة العدوان لأسابيع على هذا النحو لن يفقدنا السيطرة لإدارة الأمور على الأرض"، كما ذكر.
وتابع المصري أنّ "العدو لم ينل من حماس عسكرياً، هو نال من بعض الأجهزة الأمنية، نال من المقرات، من الأحجار، نال من المدنيين، لكن على مستوى حركة حماس العسكري بجيشها الذي يُعدّ بعشرات الآلاف وعتادها العسكري؛ نحن نؤكد أنّ العدو الصهيوني لم ينل منها ولن ينال، لأنّ غياب أي قائد وغياب أي مجاهد سيخلفه الكثير من بعده"، وفق ما شدّد عليه.

"اطلب الموت توهب لك الحياة"

ياسر أبو هلالة
صحيفة الغد الأردنية
لا أتحدث عن النساء والأطفال والشيوخ الأبرياء بل عمن لا يقل عنهم براءة وصفاء ونقاء؛ أهل الثغور من زهرة شباب فلسطين الذين باعوا عزيز النفوس بعناد وإصرار. هم الأخبر بقوة العدو وتفوقه، وهم الأخبر بخذلان الشقيق وصمته، وهم الأخبر بالمستعربين والمرتزقة الذين مهدوا للمجزرة وجابوا عواصم العالم منددين بـ"الإرهابيين والظلاميين و..".
ليسوا طائشين، بل مؤمنون، لم يفروا من الموت كأنهم حمر مستنفرة. بدوا نائمين مرتاحي الضمير لبوا نداء ربهم، ومن ظل فيه بقية من حياة عند وصول الكاميرات كان يرفع أصبع الشهادة ولسان حاله يقول "وعجلت إليك ربي لترضى". ليسوا أرقاماً بل هم بشر يحبون الحياة؛ الحياة بكرامة.
إنهم من أمة تحب الحياة وتطلبها، عملاً بوصية الصدِّيق والخليفة الأول "اطلب الموت توهب لك الحياة"، لم يقرروا أن يعيشوا بضنك وهمّ وغمّ وحزن، كم من أحلام تبخرت مع الدخان المتصاعد! أولئك الفتية أحلامهم أن يعودوا إلى أمهاتهم وأزواجهم بقليل من الخبز الذي اخترق الحصار، أحلامهم أن يعودوا إلى أولادهم بقبلات ونظرات رضا، أحلامهم أن يعودوا ببساطة أحياء.
هل نحن أقل من البريطانيين والفرنسيين والروس و..عندما صمدوا في وجه النازي. ألم يكن بإمكان تشرشل أن يرفع راية بيضاء ويجنب لندن قصف النازيين ويحقن دماء شبابها؟ ألم يعدهم بمزيد من الدموع والدماء؟ من حق العالم "المتحضر" أن يقاوم ويموت بشرف وليس من حقنا؟
العدوان على غزة أسوأ بكثير من عدوان النازي على أوروبا، والذين يقاومون العدوان ليسوا طائشين بل حكماء، يدركون جيداً قوتهم. فليس عندهم ما يخشون عليه وليس عند العدو المجرم مزيد شر تعفف عنه. وهم يعلّمون العالم كيف بإمكان ثلة مؤمنة تحدي أعتى قوة طاغية في العالم. وما كان يصمدون لولا أنهم يرون قادتهم وأبناءهم وعوائلهم يسبقونهم إلى النزال. وما كانوا يصمدون لولا أن قرار المواجهة كان قراراً إجماعياً من كل الفصائل بما فيها كتائب شهداء الأقصى في فتح.
وكأن أبو حمزة الشاري يتحدث عنهم عندما عيروه بأنّ أصحابه شباب، فرد مدافعاً عنهم "منجزون لوعد الله إذا رأوا سهام العدو فوّقت ورماحهم قد أشرعت، وسيوفهم قد انتضيت، وأبرقت الكتيبة، وأرعدت بصواعق الموت استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد الله، مضى الشباب منهم قدماً حتى تختلف رجلاه على عنق فرسه، قد رمّلت محاسن وجهه بالدماء وعفر جبينه في الثرى، وأسرعت إليه سباع الأرض فكم من عين في منقار طائر طالما بكى صاحبها من خشية الله، وكم من كف قد بانت بمعصمها طالما اعتمد عليها صاحبها في سجوده في جوف الليل لله".
تصنع الحياة بأمثال هؤلاء، لا بالذين يعيشون حياة الفساد والإفساد الخالية من الروح والمعنى، الحياة التي وصفها الله في كتابه "أموات غير أحياء". شتان بينهم وبين من هم "أحياء عند ربهم يرزقون" تحلق أرواحهم في حواصل طير خضر. هذا ما يؤمن به المسلمون لا ما تروجه دعاية حماس.
لقد قدم المقاومون في غزة من إسماعيل هنية إلى أصغر طفل كل شيء، كل شيء. فماذا قدمنا لهم؟
على أبو مازن أن يفعل ما فعله عرفات في بيروت وطرابلس وغزة أن يكون مع شعبه. فالزعامة لا تقررها مواعيد انتخاب، وإنما أن تكون كما تشرشل في الحرب العالمية الثانية في مخبئ تحت الأرض. تماماً، كما يفعل هنية اليوم.
لم تذهب التضحيات سدى، وهاهو الموقف العربي شعبياً ورسمياً يبعث من موته. فلم يتجاوز الفلسطينيون انقسامهم عندما التحمت الضفة مع غزة، وإنما التحم العرب مع قضيتهم. وعادت إلى مركزيتها.
تخشى "إسرائيل" تحرك الشارع العربي، وتعلم تماماً أن الشارع المصري قادر على الالتحام مع غزة وكسر الحصار. موهذا التحرك هو القادر على وقف العدوان و"الأعمال الطائشة" للمجرمين الفالتين من عقالهم.

قناة "العربية" استضافت دحلان في ذروة العدوان على غزة


رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام
فوجئ المتابعون لوقائع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، منتصف نهار اليوم السبت، إقدام قناة "العربية" على استضافة محمد دحلان، زعيم ما كان يعرف بالتيار الانقلابي في قطاع غزة، للحديث عن العدوان والمجازر الصهيونية الجارية في قطاع غزة، وتقديم تصورات وآراء بشأنه.
وأفردت القناة وقتاً مطوّلاً في ذروة العدوان لاستضافة دحلان من رام الله، وطرحت عليه وفرة من الأسئلة بشأن خلفيات العدوان ومسبباته، بينما تأخرت القناة في استضاف قادة المقاومة بعد مضي الساعات الأولى من العدوان.
وجاء هذا الإبراز التلفزيوني بعد تضاؤل الاهتمام الإعلامي بمحمد عقب مضي عام ونصف العام على انهيار المشروع الذي قاده للانقلاب على الحكومة الشرعية والمقاومة في قطاع غزة.

2008-08-23

الهاجانة.. حرب صهيونية على مواقع الإنترنت الإسلامية


الهاجانة.. حرب صهيونية على مواقع الإنترنت الإسلامية
ليس من الغريب أن يظهر اسم "الهاجانة" مرة أخرى في عالم الصراع الإسلامي الإسرائيلي! لكن الجديد في الموضوع أن الهدف الذي تتبعه الهاجانة هذه المرة مختلف عن الهدف الذي ظهرت من أجله في بدايات القرن الماضي، مع أن الأسلوب واحد؛ وهو الملاحقة والتشريد والتدمير! في عام 1921م تشكلت منظمة عسكرية صهيونية استيطانية في القدس، وكانت سرية تحت مسمى "الدفاع والعمل"، وفيما بعد أسقطت كلمة "العمل"، وبقيت كلمة "الدفاع" التي تعني (الهاجانة). كان الغرض من هذه المنظمة اقتحام الأرض والعمل والحراسة. ورغم أن معناها الدفاع فإنها قامت بالعمل المسلح ضد العرب، كما شاركت في عمليات الاستيطان، وساعدت في الهجرة الشرعية وغير الشرعية، وتعاونت مع بريطانيا أثناء الثورة العربية عام 1936م. وفي عام 1931م شكلت عناصر الهاجانة وعناصر من "بيتاد" منظمة "الأرجون" التي كان لها الدور الأكبر في قيام دولة إسرائيل وقتل وتشريد الفلسطينيين، وكان شعارها يدا تمسك البندقية، وتحتها عبارة "هكذا فقط"!!
الحقد والحرب.. إلكترونيا لكن الهاجانة التي نتحدث عنها الآن هي منظمة تعمل في عالم الإنترنت الافتراضي، ومهمتها ملاحقة المواقع الإسلامية على الإنترنت وإغلاقها، وتشريدها من شركات الاستضافة تحت ذريعة أن هذه المواقع تدعم الإرهاب والجماعات الإرهابية! أسس موقع الهاجانة شخص أمريكي من أصل يهودي يدعى Andrew Aaron Weisburd في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم مهمة الموقع الأساسية على ملاحقة المواقع الإسلامية التي تتحدث عن الجهاد أو التي تنقل أخبار الجهاد في فلسطين أو العراق أو أي مكان يكون فيه جهاد ضد الاحتلال، وأيضا المواقع التي تتبع الجماعات الإسلامية سواء الجهادية أو غير الجهادية. بل تعدى الأمر أن تكون الملاحقة للمواقع التي تنادي بالمقاطعة الاقتصادية، وتنشر تصاميم المقاطعة وفتاوى المقاطعة!. ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل تم إدارج المواقع الإسلامية المعتدلة والتي لا تصنف تحت أي تصنيف، وإنما هي مجرد مواقع إخبارية دعوية، مثل موقع إسلام أون لاين.نت، وموقع الإسلام اليوم، وموقع طريق الإسلام، والمواقع الشخصية لبعض الدعاة والعلماء! تتم عملية المتابعة والملاحقة عن طريق مراسلة شركات الاستضافة التي تستضيف هذه المواقع على الخادمات (السيرفرات) الخاصة بها. فيتم إعلام هذه الشركات أن هناك مواقع إرهابية أو تابعة لمجموعات إرهابية، ويجب أن تتم إزالتها أو يتم منع الخدمة عنكم! وطبعا يتم دائما التخويف باسم مكتب التحقيقات الفيدرالية حتى تستجيب هذه الشركات بأقصى سرعة ممكنة. وأصبحت المواقع الإسلامية في حيرة من أمرها؛ فكلما انتقلت إلى شركة استضافة (وخاصة تلك التي تكون أجهزتها في أمريكا) تقوم الشركة بإغلاق الموقع مباشرة، والطلب من الموقع نقل ملفاته إلى شركة أخرى. فبدأت المواقع الإسلامية تبحث عن شركات لا تخضع لسيطرة القانون الأمريكي؛ فكان أن وجدت في شركات ماليزية بغيتها، وبدأت هجرة المواقع الإسلامية إلى ماليزيا؛ حيث إن الشركات الماليزية لا تخضع للقانون الأمريكي الخاص بملاحقة المواقع الإرهابية (كما يزعمون)! ولكن حصلت حادثة على الإنترنت، وانتشر شريط فيديو يصور مقتل أحد الأمريكيين في العراق، وانتشر هذا الشريط عبر موقع موجود على شركة ماليزية اتضح فيما بعد أن نفس الشركة تستضيف عشرات المواقع الإسلامية؛ فكانت ضربة قاصمة لهذه المواقع؛ حيث تحركت الهاجانة ومكتب التحقيقات الفيدرالية، وطلبوا رسميا من الحكومة الماليزية إغلاق هذه الشركة وطرد جميع المواقع، وكان لهم ما أرادوا! هذا الإرهاب الفكري والعملي الذي تمارسه الهاجانة يخالف كل القوانين والأنظمة المتداولة في عالم الإنترنت الافتراضي؛ فلا يوجد قانون رسمي يمنع المواقع من نشر الفكر الذي تريده، أو ترويج المعتقد الذي تؤمن به. وإلا لتم منع عشرات الألوف من المواقع الجنسية التي تبث الرذيلة والفحش، أو المواقع التي تخص الجماعات المسيحية المتطرفة أو اليهودية العنصرية، أو المواقع التابعة لجماعة عبدة الشيطان، أو المواقع الشخصية العنصرية ضد الإسلام والمسلمين! كل هذه المواقع لا يستطيع أحد أن يمنعها أو يلاحقها، بينما لو كان الموقع إسلاميا بحتا يعبر عن مبادئ الإسلام وأفكاره العامة فإنه يُمنع ويطارَد ويغلَق في كل مكان.
من ميدان الحرب قام موقع الهاجانة خلال سنتين ونصف من تاريخ تأسيسه بملاحقة مئات المواقع الإسلامية، وتم إغلاق أكثر من 500 موقع إسلامي عن طريق تحريض شركات الاستضافة وتهديدها بالإغلاق. ويعبر موقع الهاجانة عن أهدافه التدميرية بكل جرأة ووقاحة، وينشر معلومات تفصيلية عن أصحاب المواقع وأماكن تواجد المواقع التي يلاحقها، ويطلب من أتباعه التبرع للموقع والعمل معه من أجل مراسلة شركات الاستضافة لإغلاق المواقع! وعندما يقوم بتدمير موقع ما فإنه يضع تحت اسم الموقع علامة السلاح المنكس (كلاشينكوف مقلوب)؛ وذلك تعبيرا عن أن هذا الموقع الجهادي قد تم إيقافه وتعطيله. حتى في التعبير عن انتهاء عمله ومهمته تظهر تعابير أيديولوجية توضح لنا كيفية تفكير هذا الموقع وأهدافه الخفية. ويتبع الموقع طريقة آلية لملاحقة المواقع الإسلامية ومتابعتها؛ حيث إن هناك برمجية خاصة تابعة للموقع تقوم بالبحث السريع ضمن قاعدة بيانات واسعة من المواقع الإسلامية، وتقوم هذه البرمجية بالبحث عن كلمات معينة أو صور أو مواضيع محددة، ثم تقوم هذه البرمجية بتقديم معلومات كاملة عن هذا الموقع، ونتيجة البحث فيه، وروابط المواضيع التي تخص نتيجة البحث. ويقوم الموقع بتصنيف المواقع الإسلامية حسب الاتجاه الفكري لها؛ فهناك تصنيف لمواقع القاعدة، وهناك مواقع حماس، وهناك الجهاد، وهناك السلفية الجهادية، وهناك حزب التحرير، وهناك حزب الله، وهناك المجموعات الجهادية في كشمير.. إلخ، كما هو موضح في هذا الرابط
http://www.haganah.us/jihadi/ بل إن الموقع تعدى الفكر الجهادي، وبدأ بملاحقة المواقع الإسلامية المعتدلة، ودخلت ضمن تصنيف جديد وتحت طائلة المتابعة والمراقبة؛ مثل موقع إسلام أون لاين.نت، الإسلام اليوم، الإسلام سؤال وجواب، مفكرة الإسلام، رسالة الإسلام... إلخ، فجميع هذه المواقع هي مواقع إخبارية دعوية بحتة، لكنها لم تسلم من سطوة الهاجانة وحقدها الدفين!
تحالف صهيوني ورغم أن الهاجانة تدعي أنها لا تقوم بعمليات تخريب أو تدمير للمواقع التي تقوم بملاحقتها؛ فإنها تتعاون بشكل وثيق مع مجموعات يهودية خاصة بالاختراق والتدمير تسمى "الهاكرز"، وتقوم هذه المجموعات بتدمير المواقع الإسلامية التي يشعرون أنها تؤذي اليهود بكلامها. ويؤكد هذا الأمر تقرير نشرته شركة Riptech المختصة بأساليب الحماية في شبكة الإنترنت؛ حيث أوضح هذا التقرير أن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث كمية الهجمات الموجهة لشبكات الإنترنت التي تنطلق من داخلها، وذلك نسبة لعدد مستخدمي الإنترنت في إسرائيل. حيث رصدت الشركة أكثر من 128 ألف هجمة اختراق تنطلق من إسرائيل نحو حوالي مليون جهاز كمبيوتر مرتبط بالإنترنت. كما أظهر تقرير آخر أعدته شركة "سيمانتك" التي تعمل على تطوير برمجيات مضادة للفيروسات أن إسرائيل تحتل المركز التاسع في قائمة الدول التي تنطلق منها هجمات فيروسية عبر شبكة الإنترنت. ولم يقف الأمر عند هذا الحد من التخريب والملاحقة للمواقع الإسلامية؛ بل تعداه لمحاولة إخفاء أي أثر لمواقع إسلامية أو غير إسلامية تتحدث عن اليهود، حتى لو ظهرت أسماء هذه المواقع في محركات البحث!! إذ قامت "رابطة مكافحة التشهير" الأمريكية الموالية لإسرائيل بتقديم طلب إلى شركة "جوجل" المعروفة، وذلك لإزالة المواقع الإلكترونية المعادية لليهود وإسرائيل التي تستضيفها "جوجل" على محركات البحث الخاصة بها. إذ إن "رابطة مكافحة التشهير" احتجت لدى "جوجل" بأن من يبحث عن كلمة "يهود" في موقع البحث "جوجل" فسوف تظهر له في نتائج البحث عدة مواقع معادية لليهود! وقامت شركة "جوجل" تحت هذا الضغط بالاعتذار رسميا عن وجود ما تسميه "مواقع الكراهية" التي تزعم أنها معادية للسامية وإسرائيل! إن هذه الحملة الشعواء على المواقع الإسلامية لم تقتصر على الهاجانة فقط؛ بل ظهرت في الفترة الأخير مواقع كثيرة مهمتها مراقبة المواقع والمنتديات الإسلامية، وإصدار التقارير والكتابات التي تحرض على الإغلاق والتدمير. ومن أشهر هذه المواقع أيضا موقع “MEMRI”، وهذا الموقع يهودي مهمته الأساسية متابعة الإعلام العربي سواء الوسائل المقروءة أو المرئية، ومتابعة جميع المواضيع التي تخص اليهود. ومن هذه المواقع أيضا موقع TerrorTracker وهو موقع يعبر عن نفسه بأنه مخصص لكشف الإرهاب الذي تقوم به القاعدة وجماعة أبو حمزة المصري وبقية الجماعات الإرهابية، على حد قوله! إن هذه المواقع وغيرها كثير تقوم بعمل إعلامي منظم وقوي جدا -وبتنسيق كامل بينها- من أجل إسكات هذه المواقع وإخفاء معالمها من الإنترنت. والهاجانة تعمل الآن من أجل إصدار قانون أمريكي جديد لمكافحة الإرهاب في عالم الإنترنت، وبحيث يمكن بكل سهولة تعطيل هذه المواقع وإغلاقها دون أي متابعة أو ملاحقة.
من يحمي المواقع الإسلامية؟ إذن من يحمي المواقع الإسلامية من هذا الفيروس المدمر؟! ومن يحفظ لهذه المواقع حقوقها ويسترد شيئا من كرامتها؟! تقف جمعيات حقوق الملكية ومنظمات حرية التعبير عن الرأي صامتة أمام هذه الجريمة البشعة بحق المواقع الإسلامية! ولا أحد ينبس ببنت شفة خوفا من الهاجانة التي استمدت قوتها من تحركات ودعم مكاتب التحقيق الفيدرالية FBI التي تقوم بإغلاق الشركة التي ترفض الانصياع للأوامر! ماذا تريد الهاجانة بكل بساطة؟ إنها تريد الآتي: * إسكات أي صوت إعلامي للجهاد أو للمقاومة في بلاد الإسلام. * إغلاق جميع المواقع الإسلامية التي تتحدث عن اليهود والأمريكان، وتعتبرهم غزاة ومحتلين ومجرمي حرب. * تشويه الجهاد والمقاومة بنشر بعض الآراء والأفكار الشاذة، وترويجها على أنها هي المقاومة والجهاد الحقيقي. * تحجيم دور المواقع الإسلامية على الإنترنت، وإشغال المواقع بعمليات الإغلاق المتكرر والمتابعة والملاحقة. ويستدعي هذا الضغط الهائل من الكراهية والحقد والعنصرية أهمية الحديث عن تحرك إعلامي قوي من أجل كشف أهداف الهاجانة وتعريتها أمام الجميع، وليس هذا فحسب؛ بل الوقوف من أجل ملاحقتها قضائيا للتوقف عن هذا التسلط اللامحدود على شبكة الإنترنت، وعلى المواقع الإسلامية خصوصا بدون قانون واضح يسمح لها بهذا التحرك! إن بقاء المواقع الإسلامية والإعلامية تحت مطرقة هذه الهجمة الشرسة التي تقودها الهاجانة سوف ينتهي بدمار واختفاء جميع المواقع التي تتحدث بصوت الأمة، وتعبر عن صوتها الضعيف المظلوم عبر هذه الشبكة التي من المفروض أنها ليست تحت سلطة أحد، ولا يحكمها قانون دولة أو عصابة همجية! وفي الوقت الذي تنتشر فيه آلاف المواقع المعادية للعرب والمسلمين، وآلاف المواقع التي تتحدث عن إسرائيل بأنها صاحبة الحق في فلسطين، وأنها ضحية الإرهاب الإسلامي، يقوم مارد الإعلام اليهودي الصهيوني المدعوم من أمريكا باجتثاث المواقع الإسلامية التي تقول: لا للظلم والاحتلال! لقد أصبحت المقاومة واسترداد الحرية عملا إرهابيا يجب اجتثاثه من الجذور!! لذا أتصور أنه قد أصبح من الضروري قيام لجنة دفاع وحماية للمواقع الإسلامية تدفع عنها حقد وكراهية الهاجانة التي سخرت كلَّ شيء من أجل مهمتها القذرة، والتي تنبع من عقلية يهودية حاقدة تنفث الموت لكل ما هو إسلام ومسلمون.

2008-08-16

حقيقة تنصر "جوزيف" نجل قيادي حماس!


مفكرة الإسلام: حاولت الصحافة العبرية المجندة من قبل أجهزة الاستخبارات الصهيونية أن تفجر أزمة لا حدود لها، ليس داخل الأراضي الفلسطينية فحسب، ولكن كان من الممكن أن يتجاوز مداها أبعد من هذا بكثير، خاصة وأنها حاولت أن تدعي كذبًا أن نجل أحد القياديين البارزين في حركة حماس فر هاربًا للولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، بعد أن اعتنق الديانة المسيحية منذ قرابة ثماني سنوات قضاها في السر دون أن يخبر أحدًا، ونجحت الاستخبارات العسكرية الصهيونية عبر أحد عملائها المعروفين في الصحافة العبرية، وهو أفي يسسخروف، الذي له باع طويل في نشر القصص المختلقة والأكاذيب والروايات، التي لا هدف من ورائها إلا إذكاء نيران الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، من حركتي فتح وحماس، الذي نشر حواره المزعوم الكاذب الذي سرعان ما تناقلت تفاصيله الأولية العديد من المواقع العربية دون أن تشير ولو من قريب أو بعيد إلى إمكانية أن يكون هذا الحوار مفبركًا، لا يمس الحقيقة أبدًا.
لكن النفي الذي نشرته عائلة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس النائب الأسير حسن يوسف للأنباء التي روجتها صحيفة "ها آرتس" "الإسرائيلية"، والتي أفادت أن ابنه مصعب قد اعتنق المسيحية وارتد عن الإسلام، كان قاطعًا ولا يدع مجالاً للشك في البحث عن أي احتمالات حول إمكانية وجود مصداقية حول التقرير "الإسرائيلي" المنشور، خاصة وأن النفي الذي جاء على لسان صهيب شقيق مصعب تضمن تأكيدات على أن شقيقه الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، تم الاتصال به، وأكد لنا بطلان هذه الرواية، وأنه ما زال على الإسلام وملتزم بدينه والحمد لله ولن يتراجع عنه مهما كلفه الأمر، وأضاف أنه قام بالاتصال بالصحافي الذي نقل الخبر في صحيفة "ها آرتس"، وأنكر التقاءه بأخي مصعب، وأكد الصحافي للعائلة أن خبره نقل عن مصادر أخرى لم يفصح عنها، وهذا خلافًا لما جاء في خبر الصحيفة أنه التقى بالسيد مصعب يوسف.
فللوهلة الأولي وفور أن رأت عيني اسم الكاتب الذي أعد التقرير الخاص باعتناق نجل قيادي حماس الشيخ حسن يوسف للمسيحية وهروبه إلي الولايات المتحدة الأمريكية، تأكدت في داخلي أن الأمر لا يعدو كونه لعبة قذرة من ألاعيب الاستخبارات العسكرية الصهيونية المعروفة باسم (أمان)، وذلك على خلفية الصلة الوثيقة التي تجمعها مع كاتب صحيفة ها آرتس أفي يسسخروف الذي تعتبره أحد جنودها البواسل في نشر الأكاذيب والشائعات ضد الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم، وتستخدمه هو وآخرين في وسائل الإعلام الصهيونية من حين لآخر في نشر تحقيقات الغرض منها نشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لكن المتابع لما ينشره يسسخروف يعرف تمام المعرفة أنه ليس سوى أحد أفراد وحدة الحرب النفسية بجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية، ويستغل ما يحصل عليه من معلومات مفبركة وكاذبة من جنرالاته الصهاينة لكي يضلل بها من يقرؤها.
فحين تطلع على ما كتبه مراسل الصحيفة الصهيونية أفي يسسخروف، ستتأكد مثلي تمامًا أن تقريره هذا جرى إعداده في أحد مكاتب الاستخبارات العسكرية الصهيونية، والهدف منه ضرب حركة المقاومة الإسلامية حماس في العمق، واتهام قياداتها بأنهم ليسوا أهلاً للثقة من قبل أبناء شعبهم، وأنهم لا يفكرون سوى في أنفسهم، حتى أن فلذات أكبادهم بدءوا ينسلخون عنهم ويبتعدون شيئًا فشيئًا عن آبائهم، من خلال إيمان عميق بأنه قد حان الوقت للثورة على تراث الآباء.
يشير مراسل الشئون العسكرية في صحيفة ها آرتس الصهيونية في تقريره الذي يقول إنه كتبه من ولاية كاليفورنيا حيث يعيش الآن مصعب يوسف نجل قيادي حركة المقاومة الإسلامية حماس المعتقل في السجون الصهيونية الشيخ حسن يوسف ـ أن مصعب يوسف، أكبر أبناء القيادي البارز، سبق له وأن كان عضوًا في حركة الشبيبة التابعة لحماس، وعمل مساعدًا لوالده ودخل السجون الصهيونية، لكن فجأة وبدون مقدمات اعتنق الديانة المسيحية سرًا وفر هربًا للولايات المتحدة، ويطالب حاليًا بالحصول على حق اللجوء السياسي هناك، ويتهم قادة حماس بالفساد وبتعذيب الأسرى وغسل عقول الأطفال لدفعهم إلى تنفيذ عمليات إرهابية، وينتقد الدين الإسلامي.
وبعد هذه المقدمة التي تتأكد منها أنك ستسير في حقل ألغام، وبعد أن تحدث عن الانتقال المثير والغامض لمصعب من صفوف حماس إلي المعسكر المقابل الذي يتهم حماس بكل ما هو سيئ، تحدث يسسخروف عن اللقاء الخيالي الذي جمعه مع مصعب يوسف في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قائلاً: "التقيت بمصعب البالغ من العمر 30 عامًا في أحد مطاعم كاليفورنيا، وقبل أن يتناول مصعب طعامه قام بالتمتمة ببعض الكلمات وبشكر المسيح، وعندها وجدت صعوبة في استيعاب هذا الموقف الغريب، فلم أتصور أن يقوم نجل الشيخ حسن يوسف ـ عضو البرلمان من قبل حماس وأشهر قيادي في الضفة الغربية ـ بتغيير ديانته واعتناق الديانة المسيحية"، وبالطبع يحاول يسسخروف أن يشعر القارئ بأنه صدم من هول المفاجأة من اعتناق مصعب المسيحية، وأنه لم يكن يعرف أي شيء عن هذا، كما أننا إذا توقفنا عند تلك الفقرة سنجد أن هناك رغبة من كاتب التقرير ومن يقفون وراءه في الاستخبارات الصهيونية لضرب حماس في مقتل، خاصة وأنها تعلم أن هذا الحوار سيترجم من العبرية إلى العربية وسينشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام العربية، وسيكون له تأثير في منتهى السلبية على حركة حماس، لأنه وببساطة سينقل صورة مشوهة عنها، تدعي أن أبناءها ينسلخون عنها لخطأ أفكارها، ولهذا اختار يسسخروف تلك البداية المؤلمة للجميع، مصعب نجل قيادي حماس يبدأ تناول طعامه بذكر كلمات التسبيح والتهليل للمسيح، لكي يخبرنا أننا أمام حقيقة واقعة ألا وهي تحول نجل أحد أكبر قيادي حماس، ذلك الشاب الذي تربى في كنف قادة الحركة وعاش بينهم واقترب من صانعي القرار فيها وعرف سرهم وعقيدتهم وحقيقة أمرهم، وما إن كانوا على حق أو على باطل ـ إلى المسيحية؛ حيث المعسكر المضاد الذي يرفض ما تقوم به حماس ويعتبره إجرامًا لا مقاومة.
جوزيف نشأ على كراهية "إسرائيل":
ونعود ليسسخروف الذي يخبرنا أن يوسف اختار له اسمًا مسيحيًا جديدًا وهو جوزيف، والأكثر من ذلك أنه ذهب للعيش عند أحد الأشخاص الذين تعرف عليهم في إحدى الكنائس، وبالطبع لم يفت على يسسخروف ومن أملوه هذا الكلام إضافة بعض عبارات الحزن والأسى على حال جوزيف الذي يواجه الحياة الآن بمفرده ويحتاج للمال، كما حاول أن يصور هذا الحوار على أنه حقيقة لا مساس فيها، عبر تأكيده على لسان جوزيف أنه يعلم أن ما ستنشره صحيفة ها آرتس سيصدم جميع أفراد العائلة، لكنه يأمل أن يتفهم والده موقفه.
ثم وجه مراسل صحيفة ها آرتس سؤالاً لنجل قيادي حماس وطلب منه أن يقص للقراء بعضًا مما لديه عن نشأته وحياته. وبالطبع جاءت الإجابة التي تريدها "إسرائيل"، حيث نقل يسسخروف على لسان مصعب يوسف قوله: "تربيت وترعرعت في أسرة ملتزمة دينيًا بشكل كبير، غرست داخلي كراهية "إسرائيل"، وكانت أولى مواجهاتي الحقيقية مع "الإسرائيليين" وأنا في سن العاشرة، عندما اقتحم جنود "إسرائيليون" منزلنا وألقوا القبض على والدي، ولم نكن نعلم وقتها أنه من مؤسسي حركة حماس، وكانت أول مرة يبتعد فيها والدنا عنا، وهو كان بالنسبة لي كل شيء في حياتي، وعندما وصلت المرحلة الثانوية درست الشريعة، وحين بلغت الثامنة عشرة من عمري اعتقلتني القوات "الإسرائيلية" لأنني كنت رئيس "الاتحاد الإسلامي" في المدرسة الثانوية، وهي حركة شبيبة تابعة لمنظمة حماس، وهو الحدث الذي غير مسار حياتي.
ثم طلب من مراسل ها آرتس أن يحدثه عما حدث له خلال وجوده في السجون الصهيونية، ونقل مرة أخرى على لسان جوزيف قوله: "قبيل دخولي السجن لم أكن أعرف عن حماس سوى ما يقوله لي والدي، وكنت أكن تقديرًا كبيرًا للحركة، بسبب ثقتي في والدي، ولكن عندما دخلت السجن اكتشفت الوجه الحقيقي لهذه الحركة، فعلى مدار 16 شهرًا قضيتها في السجن "الإسرائيلي" اكتشفت أنها حركة سلبية وفاسدة من أساسها؛ حيث رأيت أن قادة الحركة تتوفر لهم في السجون "الإسرائيلية" أوضاع خاصة؛ حيث يأتي إليهم أفضل الطعام ويسمح لهم بالزيارات العائلية بشكل أكثر من أي سجين آخر، ويوفرون لهم كل شيء يحتاجونه، وأنا أرى أن مثل هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أخلاق، ولكنهم أكثر ذكاءً من قادة فتح، حيث يتلقون الأموال بشكل غير مباشر، وليس في وضح النهار مثل قيادات فتح، لذا لا يستطيع أحد أن يثبت عليهم تهم الفساد، كما أن حماس تقوم بمراقبة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، خشية أن يكون من بينهم متعاونون مع الجيش الصهيوني ينقلون معلومات له، وقد قامت الحركة بتعذيب بعض من أفرادها وعناصرها فقط لأنها شكت فيهم، وكانت تستخدم شتى ألوان التعذيب من أجل إتمام وإنجاز تلك المهمة، ثم طلب منه منحه إجابة حول إذا ما كان قد تعرض خلال وجوده في السجون "الإسرائيلية" للتعذيب؟ فقال جوزيف: لا، لقد تمتعت ببعض الحصانة بسبب وضع والدي".
ويحاول يسسخروف عبر هذه الإجابة أن يوقع الضغينة في نفوس الفلسطينيين تجاه حماس، والقول بأن الحركة فاسدة لأبعد الحدود حتى داخل السجون الصهيونية، ثم بدأ الجانب التراجيدي من الحوار والذي يعرفه يسسخروف أنه الأهم لأن الجميع سيكون مشغولاً بالسبب الذي دفع نجل قيادي حماس لاعتناق المسيحية، حيث قال مراسل الصحيفة: "طلبت منه أن يحدثني عن بدايته للتعرف على المسيحية، فأبلغني بأن أسرته لا تعلم حتى الآن أنني اعتنقت الديانة المسيحية، وقصتي مع هذه الديانة بدأت منذ حوالي ثمانية أعوام، عندما كنت في القدس وتلقيت دعوة لحضور محاضرة عن المسيحية، وقد تحمست جدًا لسماع ما يُقال، وبعد ذلك واظبت على قراءة الكتاب المقدس يوميًا، وكل هذا كان يتم في سرية تامة طبعًا، حيث كنت أتوجه إلى جبال رام الله البعيدة وأجلس هناك أقرأ بالساعات، ثم قرأت القرآن الكريم ولم أجد فيه إجابات واضحة لتساؤلاتي، فالقرآن كتاب ضال مضل ـ حسب زعمه ـ ثم قررت بعد أربع سنوات أن أعتنق الديانة المسيحية، ولم يعلم أحد بذلك سوى بعض الأشخاص المسيحيين، ولكنني واصلت بعد اعتناقي للمسيحية مساعدة والدي.
ولا يحاول كاتب التقرير الصهيوني تشويه صورة حماس وقادتها فحسب، ولكن لديه رغبة هو ومن أملوه هذا الكلام في تشويه صورة الإسلام والقرآن الكريم، ومحاولة العبث في نفوس الضعفاء، والقول لهم بأنه ها هو نجل القائد الأكبر في الضفة الغربية يعتنق المسيحية ويكفر بالقرآن، منذ ثماني سنوات وهو يخدعكم.
ثم يشير أفي يسسخروف في تقريره إلى أنه طلب من جوزيف أن يحكي له عن علاقاته بقيادات حماس وكيف كانت هذه العلاقة، وينقل عنه القول:"يجب أن تفهم أنني لم أكن أبدًا واحدًا منهم، بل كنت مجرد شخص يساعد والده ويرافقه، وكنت دائمًا ما أعارض الإرهاب، ولم يكن رجال حماس يحبونني، فلم أكن أتوجه للصلاة في المساجد، ولم يكن يعجبهم ملابسي الكاجوال والجينز، وأنا من جهتي لم أكن أساعد والدي لأنه قيادي بحماس، بل لأنه والدي فقط.
ثم ذكر يسسخروف في حواره المنشور بصحيفة ها آرتس: "طلبت من جوزيف أن يحدثني كذلك عن كيفية تعامل حماس مع المسيحيين؟" ثم نقل عنه القول: "إن حماس ترى نفسها ممثلة للإسلام، لكن في بعض الأحيان من المهم لها الظهور وكأنها تحمي المسيحيين، كما أن والدي حظي بتأييد كبير من قبل المسيحيين أثناء الانتخابات البرلمانية، وكانت علاقته بهم ممتازة، فعلى سبيل المثال في إحدى المرات منع عددًا من سكان رام الله من اغتصاب أراضي يمتلكها مسيحيون، لإقامة مسجد عليها".
دعوة للشقاق داخل حماس:
وواصل يسسخروف حواره الوهمي مع جوزيف المسيحي قائلاً: دعوته بعد ذلك ليشرح لي سبب مواصلته البقاء على العمل بجوار والده ومساعدته، بعد اعتناقه المسيحية"، ثم نقل عنه القول: "كنت أرغب في أن أجعل والدي يدرك أنه لا يجب التعرض للأبرياء من الجانب الآخر، وأذكر أنني تمكنت أكثر من مرة في إقناع أحد القادة المعتدلين بالحركة باتخاذ قرارات حكيمة وإقناعه بوقف العمليات ضد "إسرائيل" وإقامة دولتين، ورأيت أنه يجب علي أن أقوم بدور بدلاً ممن وصفهم بشلة الأغبياء الذين يؤثرون على قيادات الحركة.
ويحاول بالطبع يسسخروف إيقاع الفرقة والشقاق داخل حركة حماس عبر تصويره على لسان جوزيف الوهمي أن هناك شقاقًا حقيقيًا داخل الحركة بشأن الكثير من الثوابت التي يعرف عن الحركة أنها لا تقبل المساس بها، ولا حتى القبول بالاقتراب منها.
ثم أشار الكاتب الاستخباراتي الصهيوني أفي يسسخروف إلى أنه وفي حواره الذي أجراه في ولاية كاليفورنيا مع نجل قيادي حماس الشيخ حسن يوسف، تعرف على السبب الحقيقي الذي دفعه من أجل الهروب من الأراضي الفلسطينية، حيث نقل على لسانه القول: "غادرت في يناير 2007م، ولكن مشاكلي مع حماس كانت قد بدأت في أعقاب انتخابات يناير 2006م، حيث اتهمني أتباع الحركة بأنني حاولت شق صف الحركة، فبعد أن هدد والدي بعدم خوض تلك الانتخابات ضمن قائمة الحركة، طلبوا مني عقد مؤتمر صحفي أقوم خلاله بالإعلان عن مشاركة والدي في الانتخابات، حيث كان وقتها في السجن، ولكنني رفضت فعل ذلك، ومنذ ذلك الوقت والتهديدات بدأت تلاحقني، واعتبرني أعضاء الحركة عدوًا لهم، وحينها وجدت أنه لا خيار أمامي سوى المغادرة، فوالدي في السجن وليس هناك من يحميني، ولكنني الآن مشتاق "لإسرائيل".
ويصل كاتب التقرير إلى أحد فصول التقرير السخيفة التي تدل على تدني مستوى الفكر الاستخباراتي الصهيوني، حيث يحدث جوزيف محاوره الصهيوني أفي يسسخروف عن اشتياقه "لإسرائيل"، وعلى طريقة البرامج التلفزيونية المصطنعة، يتفاجأ يسسخروف مما قاله جوزيف ويرد عليه بقوله: أنت؟ مشتاق "لإسرائيل"؟ وينقل إجابة جوزيف: "نعم أنا أحترم "إسرائيل" وأقدرها كدولة، لكني في ذات الوقت ضد سياسة قتل الأبرياء، أو استخدامهم كوسيلة لتحقيق هدف ما، وأتفهم حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، كما أنني أحب الاستماع إلى الاغاني "الإسرائيلية"، رغم أنني لا أفهم ما يقال في كثير من الأحيان، وأحب المطرب "الإسرائيلي" إييل جولان، كما أنني أريد أن أقول: إن الفلسطينيين إذا لم يكن أمامهم عدو يقاتلونه، فسوف يتقاتلون فيما بينهم، وبعد عشر سنوات ستتذكر كلامي هذا وتعلم أنه صحيح، ويجب أن تعلموا أنتم أيها اليهود أنه لن يحدث أبدًا سلام بينكم وبين حماس، فالإسلام باعتباره الإيديولوجية التي تتبعها حماس، لن يسمح لهم بالتوصل إلى اتفاق سلام مع اليهود، فقيادات حماس ترى أن النبي محمدًا كان يقاتل اليهود، لذا عليهم مواصلة هذا الأمر حتى الموت، فحماس ترى أن السلام مع "إسرائيل" يخالف الشريعة والقرآن، وأن اليهود ليس لهم الحق في البقاء على أرض فلسطين".
الإسلام سيختفي بعد 25 عامًا:
ثم طلب مراسل ها آرتس من جوزيف الوهمي أن يحدثه عن قادة حماس، وهل يوجد بينهم أشخاص جيدون، وينقل عنه القول: "أنا أرى أنهم جميعًا أشخاص غلاظ،سيئين ولكن أكثرهم سوءً هو محمود الزهار، وفي نهاية الحوار الوهمي اختتم جوزيف كلامه قائلاً :"أتمنى أن أتمكن في المستقبل من كتابة كتاب عن قصة حياتي الشخصية، وعن الصراع في الشرق الأوسط، ولكن تركيزي منصب الآن على إيجاد عمل ومكان أقيم فيه، فأنا الآن أمر بضائقة وليس معي أموال، ولا مكان مستقل للسكن، ولولا مساعدة الكنيسة لي لكنت نمت في الشوارع، وأنا أريد الآن تكوين منظمة شبابية دولية، تقوم بالتعريف بالديانة المسيحية ونشر الحب والسلام. ويضيف أنه يتوقع أن تندثر الديانة الإسلامية بعد 25 سنة من الآن ـ حسب زعمه".
وحاول يسسخروف ومسئولو الاستخبارات الصهيونية العسكرية الذي تبدوا بصمات أصابعهم واضحة على كل كلمة جاءت فيه أن يشوهوا صورة الإسلام والتأثير علي أبنائه، لكن بالطبع تلك محاولة مفضوحة يسهل على كل ذي عقل أن يدرك حقيقتها ويعرف ما وراءها ومن يقفون خلفها.
حماس ترد على الأكاذيب:
هذا وتجدر الإشارة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أعربت فور نشر هذا التقرير في صحيفة ها آرتس الصهيونية عن استيائها من الحملات الإعلامية والدعائية "التي تستهدف النيل من الحركة ورموزها"، مؤكدة أن هذه الحملات لن تستطيع التأثير أو تغيير الصورة المشرقة والمشرفة المغروسة في أذهان الناس والشعب والأمة عن الحركة التي تمثل رأس حربة هذه الأمة، في زمن الانحطاط والانهزام، ولفتت الحركة في الضفة الغربية النظر في بيان صادر عنها، إلى أن هذه الحملات تتزامن مع جهود ضرب الحركة في الضفة، الأمر الذي يدلل على أن هناك أهدافًا مشتركة ومنسقة ومتزامنة بين الصهاينة مع أذنابهم للتأثير في الحركة على الأصعدة كافة، والنيل من نفوس وعزائم أبنائها ومناصريها ومجاهديها، وأكدت حركة "حماس" على أن الأنباء التي تمس أحد أفراد عائلة القيادي النائب المختطف الشيخ حسن يوسف هي "أنباء كاذبة وعارية عن الصحة، وقد تواصلت العائلة مع ابنها الذي نفى بدوره نفيًا قاطعًا أن يكون قد أجرى أي مقابلات أو تكلم مع صحفي أو غيره بهذا الموضوع، وهو لم يسمع بهذا الموضوع من الأساس".
كما أبدى أسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ونوابهم المختطفون في سجون الاحتلال عن استغرابهم الشديد من "الانسياق الأعمى لبعض وسائل الإعلام الفلسطينية في اقتباس أقوال الاحتلال الصهيوني"، مؤكدين "من موقعنا كجزء من الحركة الفلسطينية الأسيرة، أن الإعلام الصهيوني موجه وخاضع لاعتبارات استخباراتية دقيقة تدير دفته، ومن العار على إعلامنا الفلسطيني أن يتحول إلى "ببغاء ساذج" يردد ما يقوله الإعلام الصهيوني الموجه"، وقالوا في بيان مشترك صادر عنهم، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه: "لقد نشرت بعض وسائل الإعلام الفلسطينية أخبارًا منقولة عن صحف عبرية تزعم فيها أن الأخ "مصعب" نجل النائب الشيخ حسن يوسف قد تنصر وتحول عن دينه واعتنق المسيحية، وهو الأمر الذي تحققنا منه وتبين كذبه جملة وتفصيلاً".
وأضافوا: "إن السيرة المشرفة والتاريخ الجهادي العظيم للشيخ المجاهد القائد حسن يوسف "أبو مصعب"، هو أكبر وأشد نصاعة من أن تشوهه أكاذيب وتهريج كالذي يحكى عنه، فمن لم يعرف الشيخ حسن فعليه أن يفهم أنه من خيرة قادة حماس الذين لا يمكن لأحد أن ينال من سمعتهم"، وتابع أسرى "حماس" ونوابهم المختطفون القول: "فها هي الحملة المسعورة على قوى شعبنا الحرة والمناضلة والشريفة تتواصل، وها هو العدو يستفيد من كل لحظة يهاجم فيها المقاومة، فيقتل المجاهدين من أبناء شعبنا في الضفة الغربية، ويرسل عملاءه لتنفيذ المجازر الدموية في القطاع، وكل ذلك وسط حالة صمت دولي وعربي مخز، وفي ظل حالة انقسام وفرقة فلسطينية تتجاهل حرج المرحلة ودقتها"، ويضيف البيان: "وفي ظل واقع كهذا؛ يسخر الاحتلال طاقته الإعلامية وصوته الكاذب في حرب الإشاعة التي تستخدم فيها، وللأسف الشديد، أدوات إعلامية فلسطينية نأمل أن تكون انخرطت بذلك من باب الجهل والغباء لا من باب الاستفادة من الانقسام ومحاولة تحقيق إنجاز وسبق إعلامي على حساب المجاهدين وأعراضهم وسمعتهم".
دعوة لفهم العقلية الصهيونية:وتبقى إشارة أخيرة إلى أنه يجب علينا أن نتعامل مع ما تنشره وسائل الإعلام الصهيونية بحذر شديد، ولا نهرول سريعًا لنؤمن ونسلم بكل ما يأتي به، وذلك من خلال إدراك ووعي بأن وسائل الإعلام الصهيونية إنما هي ترس في منظومة صهيونية متكاملة تعتمد على التكامل فيما بينها، لتخدم في النهاية الأهداف والأغراض الصهيونية، وهو ما يجب أن نتداركه ونحاول الكشف عنه حتى لا تمتد نار الفتنة إلينا.

2008-07-31

المقاومة الصومالية تعلن تحرير ثماني مدن من أيدي الاحتلال الإثيوبي


شعار حركة "الشباب المجاهدين" الصومالي

مفكرة الإسلام: أعلنت حركة "الشباب المجاهدين"، أبرز فصائل المقاومة الصومالية، أن مقاتليها تمكنوا من تحرير ثمانية مدن من أيدي الاحتلال الإثيوبي، مؤكدةً أن المدن الثمانية الواقعة في إقليمي "باي" و"بكول" تُدار حاليًا من قبل الحركة.
وقالت الحركة في بيانٍ نشرته الشبكة الصومالية للمعلومات: إن "خمس مدن من تلك المدن الثمانية تابعة لإقليم باي لتبقى بذلك مدينة "بيدوا" الوحيدة في أيدي الاحتلال" الإثيوبي.
وهذه المدن الخمس هي: "دينسور، بورهكبو، قنسحطيري، أُفرو ، وبردالي"، وجميعها تقع "في إقليم "باي" الذي كان في السابق المعقل الرئيسي للحكومة الصومالية".
وأكدت حركة الشباب في بيانها أنها "تبنت إستراتيجة عسكرية فائقة وتكتيكًا حربيًا خطيرًا أتاح لها استعادة أراضٍ واسعة ضمن الإقليمين, بعد صولات وجولات وعمليات نوعية واغتيالات طالت رؤساء ووكلاء الحكومة الصومالية في الإقليمين".
وهددت الحركة بأنها لن تتوانى عن "اجتثاث جذور "الردة" و"الصليب" في المنطقة المتمثلة بمدينة "بيدوا", والتي هي الآن على خط النار بعد العمليتين الأخيرتين حيث اقتحمت حركة الشباب فيها معقل الحكومة الصومالية وأثخنوا فيهم" على حد قول البيان.
ونجحت فصائل المقاومة الصومالية وفي مقدمتها حركة "شباب المجاهدين" من فرض سيطرتها في الآونة الأخيرة على العديد من المدن الصومالية يساعدها في ذلك حالة من الاحتقان والاستياء تسود الشعب الصومالي بسبب جرائم القوات الإثيوبية والقوات الحكومية المتعاونة معها.
كمين لحركة الشباب يقتل ويصيب 80 جنديًا إثيوبيًا وصوماليًا:
وفي الحادي والعشرين من الشهر الجاري، أعلنت حركة "شباب المجاهدين" مسئوليتها عن مقتل وإصابة 80 جنديًا إثيوبيًا وحكوميًا في "كمين محكم" بإقليم شبيلي السفلى جنوبي البلاد.
وقالت الحركة في بيانٍ نشرته على شبكة الإنترنت: إن كتيبة تابعة لها نصبت "كمينًا محكمًا" لقافلة عسكرية مشتركة للقوات الإثيوبية والقوات الصومالية الحكومية عندما كانت في طريقها من مدينة "بيدوا" إلى العاصمة مقديشو، مساء الأحد (20/7).
وأضاف البيان المذيل بتوقيع القسم الإعلامي لـ "حَرَكَة الشَّبَابِ المُجَاهدِين" أن مقاتلي الحركة كمنوا للقافلة عند منطقة "ليغو" في إقليم شبيلي السفلى؛ حيث قاموا أولاً بتفجير عدد من عربات القافلة؛ الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانبين استمرت أكثر من ثلاث ساعات متتاليات.
وأدت قوة الاشتباكات، بحسب بيان الحركة، إلى فرار القوات الحكومية من ساحة المواجهات والاختباء في الغابات القريبة، إلا أن كتيبة من مقاتلي الحركة كانت "في انتظارهم فاصطادتهم فردًا فردًا بسهولة" وفق قول البيان.
ويشار إلى أن هذه القوات الحكومية كانت قد عادت قريبًا من إثيوبيًا بعد أن تلقت دورات تدريبية هناك.
وقدرت الحركة الخسائر التي مُنيت بها القوات الإثيوبية والحكومية المشتركة بأكثر من 30 قتيلاً و50 جريحًا.
"شباب المجاهدين" تسيطر على مدينة "بورهاكابا":
وفي 12 يوليو الجاري، تمكنت حركة "شباب المجاهدين"، من فرض سيطرتها على مديرية "بورهاكابا" فيما لاذت القوات الحكومية بالفرار من المدينة.
وأفادت الأنباء الواردة من الصومال بأن قوات تابعة لحركة شباب المجاهدين استولت على مديرية "بورهاكابا" الواقعة في إقليم "باي".
ولم تلق قوات الحركة أية مقاومة تذكر من القوات الحكومية التي كانت تسيطر على المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن جميع القوات التي كانت تقطن المدينة خرجت من المنطقة متوجهة نحو مدينة بيدوا.
يذكر أن عناصر حركة "شباب المجاهدين" قد استولوا على معظم مديريات ومدن محافظة "باي" ولم يتبقّ لهم الآن سوى مدينة بيدوا معقل الحكومة الانتقالية.
شباب المجاهدين تسيطر على معسكر مناس:
وكانت عناصر حركة شباب المجاهدين قد فرضت، في وقت سابق الشهر الجاري، سيطرتها على معسكر "مناس" الذي يبعد 30 كيلومترًا غربي مدينة "بيدوا".
وشنت الحركة هجومًا مسلحًا على المعسكر بعد يوم واحد من هجومهم على معسكر "دينوناي".
وأفادت المصادر أن مقاتلي الحركة ألقوا القبض على الضابط المسئول الرئيسي للمعسكر وضابط آخر كان مسئول في العمليات التدريبية.
يذكر أن هذا المعسكر يعتبر الأكبر في إقليم باي وهي المرة الأولى التي يقع فيها المعسكر في أيدي حركة شباب المجاهدين.

2008-03-13

قلب إسرائيل حينما يتألم!!


قلب إسرائيل حينما يتألم

شكلت العملية الفدائية التي وقعت مساء الخميس الماضي (6/3) في القدس الغربية وأبادت نحو ثمانية وأصابت العشرات من طلاب معهد صهيوني متطرف ضربة نوعية لنظرية الأمن لإسرائيل، وخلفت من ورائها قلب الكيان الإسرائيلي ينزف دمًا ويتألم وجعًا, وما عادت تغنيه مسكنات الإدانة التي تسابق فيها الغرب وبعض أتباعهم في سلطة رام الله.

وفي هذا التقرير الإخباري نحاول أن نلقي مزيدًا من الضوء على تلك العملية البطولية ونتوقف عند محطات رئيسة تبدأ بالتعريف بالمركز الذي استهدفته العملية, وأهمية الضربة في هذا التوقيت, ثم الغموض الهادف من وراء عدم تبنيها بشكل صريح ومباشر من قبل الفصائل الفلسطينية المعروفة, مثل حماس والجهاد, وأخيرًا انعكاسات الهجوم على العلاقة الفلسطينية ـ الإسرائيلية من واقع المتابعة للصحف العربية والعالمية التي سلطت الضوء على الحدث وتداعياته المنتظرة.

قلب إسرائيل حينما يتألم:

استهدفت العملية الفدائية معهدًا يعتبر بكل المقاييس أهم معهد ديني يهودي يمثل قلب إسرائيل, فهو أكثرها تطرفًا وتخريجًا لعتاة المستوطنين المتشددين في الضفة الغربية.

ويقول الصحافي الإسرائيلي أفيشاي بن حاييم في تقرير له في صحيفة "معاريف" (7/3): إن منفّذ العملية "قصد لب لباب الصهيونية الدينية: مدرسة "مركز هاراف" التي هي إحدى المؤسسات التعليمية ذات النفوذ الأكبر على إسرائيل بعد العام 1967".

ويقول هذا المركز المتطرف في موقعه على شبكة الإنترنت: إن هدفه هو "تربية وتعليم وإعداد علماء وزعماء إسرائيل, ممن هم مفعمون بحب عميق لإخوتهم اليهود ومنغمسون في حبهم للتوراة وحب أرض إسرائيل".

وقد نشرت صحيفة ذي إندبندنت (7/3) ورقة تعريفية بالمركز المعروف بـ"هاراف" فقالت: إنه تأسس عام 1924 أي قبل الإعلان عن إسرائيل بـ24 عامًا، على يد إبراهيم إسحق كوك الذي كان آنذاك أول حاخام يهودي في فلسطين, وقد ظل هذا المركز يوفر تعليمًا دينيًا يعتمد اعتمادًا صارمًا على تعاليم التوراة.

لكن مركاز هاراف الواقع في منطقة كريات موشي بالقدس الغربية أقيم أيضًا ليمثل أرضية خصبة لإعداد الموالين المخلصين لإسرائيل, ولذلك اقترن اسمه بحركة الاستيطان في الضفة الغربية.

ويعتبر المعهد مركزًا للتيار الديني الصهيوني الذي تقوم عقيدته الدينية والفكرية على أنه يتوجب على اليهود أن يقيموا دولة لهم على اعتبار أن ذلك شرط لعودة "المسيح المخلص"، لذلك فإن أتباع هذا التيار وبخلاف التيار الديني الأرثوذكسي، يلتزمون بالخدمة العسكرية في صفوف الجيش, ولذا يعمل عدد من خريجي هذا المركز قضاة وحاخامات في المدن والمستوطنات الإسرائيلية, وكذلك في صفوف القوات الإسرائيلية.

الأهمية البالغة لعملية القدس:

اعتبر خبراء عسكريون نجاح العملية نقلة نوعية خطيرة في العمليات الفدائية, من حيث إنها أكدت مجددًا أن البنية التحتية للمقاومة لا تزال قائمة وتستطيع توجيه ضربات، كما أنها نجحت في العمل بسرية عالية, أذهلت كافة المتابعين بما فيهم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.. وبدا ما قام به الفدائي علاء هشام أبو دهيم (25 عامًا) ـ تبعًا لموشيه روزمباوم محلل شئون الشرطة في القناة العبرية الثانية ـ أشبه بما يحدث في أفلام الحركة في هوليود، حيث يقتحم البطل المكان ويبدأ بإطلاق النار ويغير مخازن الرصاص دون أن يأبه بما يواجهه حتى ينتصر.

فهذه العملية الاستشهادية، التي خططت بعناية شديدة ووقعت في منطقة بعيدة عن المناطق الفلسطينية تكتسي أهمية قصوى لأكثر من سبب, كما يقول محرر شئون الشرق الأوسط بصحيفة جارديان إيان بلاك في مقال كتبه حول العملية.

1ـ فهي أول عملية في القدس منذ أربع سنوات, منذ هجوم فلسطيني في فبراير 2004 والذي أسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين كذلك.

2ـ يبدو أنها بعثت برسالة مفادها أن هجمات إسرائيل على أعدائها في غزة أو لبنان أو سوريا لن تمر بسلام.

3ـ تعزز الفرضية القائلة بأن أي عمل يتم في أي جبهة سيحفز لرد على جبهة أخرى.

4ـ ستجعل تحقيق تقدم في عملية السلام المترنحة أصلاً أصعب من أي وقت مضى.

الدلالات الأمنية والسياسية:

على خط الدلالات, وفي سياق تحليلها لعملية القدس، قالت الدستور الأردنية: إنها دليل ورسالة على أن مبدأ الاستفراد بغزة، وقصفها وقتل أهلها وناسها، واجتياحات الضفة الغربية، وتوقع عدم الرد طوال الفترة الماضية، كان مبدأً فاشلاً، فلربما اعتقدت المؤسسة الإسرائيلية، أن حركات المقاومة أفلست ولم يعد لديها شيء، فواصلت عملياتها ضد الشعب الفلسطيني، دون أن تتوقع أي عملية في مثل هذا التوقيت.

وقالت الصحيفة: إن العملية ليست معزولة عما خلفها من رسائل بالغة الدلالة، من أن مبدأ الرد بات مفتوحًا، على مصراعيه، وأن علينا أن نتوقع عمليات أخرى، ما دامت المؤسسة الإسرائيلية تواصل ذات الأسلوب.

فإسرائيل التي اطمأنت خلال الفترة الماضية أن الرد الفلسطيني يتلخص بتلك الصواريخ التي يتم إطلاقها في غزة، فحصرت توقعاتها وخططها في قطاع غزة، في حين يأتي الرد في القدس، فهذه رسالة أخرى، أن العمليات مفتوحة على كل الأرضي الفلسطينية، وأن من يقتل في غزة عليه أن يتوقع الرد في القدس وحيفا ويافا، وفي أي مكان، ما يعني أن المعركة مفتوحة ولا حد لها أبدًا.

أما عن الدلالات الاستخبارية والأمنية في تلك العملية فقد لخصها عدنان أبو عامر المحلل والخبير في الشئون الصهيونية في حديث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": قائلاً: "من الواضح أن العملية جاءت في التوقيت والمكان ذي دلالة استخبارية أمنية، إذ بعيدًا عن الأحداث فالقدس والجزء الغربي منها تحديدًا هو بمثابة ثكنة عسكرية من شرطة الاحتلال وحرس حدوده وغيرها من أجهزة الأمن التي تعتبر القدس "الحديقة الخلفية" الآمنة في الكيان".. وتنفيذ العملية في ذروة التصعيد الصهيوني في غزة وتوقع الاحتلال له دلالة كبيرة.. لذلك من المتوقع أن تطيح هذه العملية بأحد الرءوس الكبيرة في شرطة الاحتلال لفشله الذريع في إفشالها.

الغموض الهادف..

أصبح الغموض هو سيد الموقف حول هوية الجهة التي نفذت تلك العملية الفدائية، واحتفظت جميع الأطراف المحتملة الصمت أو التمويه، وهو فيما يبدو اتفاقًا أو إستراتيجية مرحلية جديدة لإخفاء الجهات المنفذة، ولو لفترة وجيزة، ثم الإعلان لاحقًا، أو عدم الإعلان كي يتفرق دم القتلى بين القبائل.

وكانت البداية مع ما تسمى "كتائب أحرار الجليل ـ مجموعة عماد مغنية" وشهداء غزة، والتي سارعت فضائية المنار التابعة لحزب الله بإعلان تبني الكتائب للهجوم, وهي مجهولة إلى حد كبير حتى الآن, وقامت ببعض العمليات النادرة خلال الأعوام الأربعة الماضية, والتي أفضت إلى خطف وقتل أحد الجنود والمستوطنين.. وتسعى إسرائيل لربطها تنظيميًا بحزب الله اللبناني.

سبب آخر للغموض القائم وراء العملية جاء نتيجة ما نقلته وكالة رويترز (7/3) للأنباء عن مسئول لم يفصح عن هويته في حماس أن المنظمة تعلن مسئوليتها الكاملة عن عملية القدس الغربية، وأنها ستكشف التفاصيل في مرحلة لاحقة", إلا أنه بعد ساعات، صرح أبو عبيدة، الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس لقناة الجزيرة الفضائية، بأن الهجوم "شرف لم ندّعِه بعد".

انعكاسات الهجوم ورد الفعل الإسرائيلي المتوقع:

تحدثت صحيفة التايمز في انعكاسات العملية الفدائية في القدس الغربية على ما يسمى عملية السلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين", وقال الكاتب الصحافي ريتشارد بيستون: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أصبح أمام خيارات محدودة, فقد أصبح يتعين عليه إما الاستجابة للضغوط الداخلية وشن عملية عسكرية واسعة النطاق لإعادة الاستيلاء على قطاع غزة، أو حظر حركة الفلسطينيين للعمل داخل إسرائيل.. وفي الحالة الأولى, يقول الكاتب: يمكن أن يسقط مئات الضحايا من الفلسطينيين دون أن تتوفر ضمانات لتحقيق النجاح، وفي الحالة الثانية يمكن أن يتسبب التصرف الإسرائيلي في تقويض أي آمال لا تزال تبدو معلقة على عملية السلام مع حركة فتح بزعامة محمود عباس.

أما تيم بوتشر مراسل صحيفة ديلي تلجراف في القدس فقد اعتبر في مقال له تحت عنوان "آمال السلام في الشرق الأوسط تبددت" أن الهجوم سيتذكره الناس على أنه اللحظة التي ماتت فيها عملية السلام وعلى المدى القصير لن يكون بإمكان أي زعيم إسرائيلي أن يجلس مع أي زعيم فلسطيني.. وأن صور جثث الطلاب اليهود ومآتمهم في التلفزيون في الأيام القادمة لن تترك لحكومة أولمرت هامشًا للمناورة.

وعن رد الفعل الإسرائيلي المتوقع على الهجوم, فقد تناولته صحيفة "ديلي تليجراف" اليمينية, وتحدثت عن خمس اختيارات أمام قادة إسرائيل:

1- عدم فعل أي شيء والاستمرار في عملية السلام مع حركة فتح مع اعتبار حماس والجهاد عدوتين خطيرتين.

2- الضرب بشدة على أيدي عرب القدس الشرقية, على اعتبار أن القدس الشرقية كانت دائمًا تعتبر الجزء الرخو في بطن المؤسسة الأمنية.

3- قمع الجماعات المسلحة في غزة، وهو ما تفعله إسرائيل منذ سنوات دون أن تحقق نجاحًا يذكر حسبما تقول الصحيفة.

4- التصدي للجماعات المسلحة في الضفة الغربية التي كانت إسرائيل قد تساهلت معها في الفترة الأخيرة.

5- أن تقرر إعادة رسم خريطة إسرائيل الأبدية مع نقل 1.2 مليون عربي إلى الضفة الغربية بعد تعديل حدودها, وهذه الفكرة الأخيرة تلقى تأييد بعض البرلمانيين الإسرائيليين رغم أنها ستعتبر "اختيارًا كارثيًا" من جانب كثيرين في المجتمع الدولي.

وأخيرًا نقول: إن هذه العملية الاستشهادية التي تأتي في سياق رد الفعل على المجزرة الصهيونية التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المدنيين في غزة والتي أسفرت عن ارتقاء نحو 130 شهيدًا وأكثر من 350 جريحًا، وفي سياق حرب التحرير لكل فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر ستبقى برغم مرور الأيام جرحًا غائرًا في قلب الكيان الذي ما زالت دماؤئه نازفة يرتجف من هول القادم.. وما هو ببعيد