2008-08-23

الهاجانة.. حرب صهيونية على مواقع الإنترنت الإسلامية


الهاجانة.. حرب صهيونية على مواقع الإنترنت الإسلامية
ليس من الغريب أن يظهر اسم "الهاجانة" مرة أخرى في عالم الصراع الإسلامي الإسرائيلي! لكن الجديد في الموضوع أن الهدف الذي تتبعه الهاجانة هذه المرة مختلف عن الهدف الذي ظهرت من أجله في بدايات القرن الماضي، مع أن الأسلوب واحد؛ وهو الملاحقة والتشريد والتدمير! في عام 1921م تشكلت منظمة عسكرية صهيونية استيطانية في القدس، وكانت سرية تحت مسمى "الدفاع والعمل"، وفيما بعد أسقطت كلمة "العمل"، وبقيت كلمة "الدفاع" التي تعني (الهاجانة). كان الغرض من هذه المنظمة اقتحام الأرض والعمل والحراسة. ورغم أن معناها الدفاع فإنها قامت بالعمل المسلح ضد العرب، كما شاركت في عمليات الاستيطان، وساعدت في الهجرة الشرعية وغير الشرعية، وتعاونت مع بريطانيا أثناء الثورة العربية عام 1936م. وفي عام 1931م شكلت عناصر الهاجانة وعناصر من "بيتاد" منظمة "الأرجون" التي كان لها الدور الأكبر في قيام دولة إسرائيل وقتل وتشريد الفلسطينيين، وكان شعارها يدا تمسك البندقية، وتحتها عبارة "هكذا فقط"!!
الحقد والحرب.. إلكترونيا لكن الهاجانة التي نتحدث عنها الآن هي منظمة تعمل في عالم الإنترنت الافتراضي، ومهمتها ملاحقة المواقع الإسلامية على الإنترنت وإغلاقها، وتشريدها من شركات الاستضافة تحت ذريعة أن هذه المواقع تدعم الإرهاب والجماعات الإرهابية! أسس موقع الهاجانة شخص أمريكي من أصل يهودي يدعى Andrew Aaron Weisburd في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم مهمة الموقع الأساسية على ملاحقة المواقع الإسلامية التي تتحدث عن الجهاد أو التي تنقل أخبار الجهاد في فلسطين أو العراق أو أي مكان يكون فيه جهاد ضد الاحتلال، وأيضا المواقع التي تتبع الجماعات الإسلامية سواء الجهادية أو غير الجهادية. بل تعدى الأمر أن تكون الملاحقة للمواقع التي تنادي بالمقاطعة الاقتصادية، وتنشر تصاميم المقاطعة وفتاوى المقاطعة!. ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل تم إدارج المواقع الإسلامية المعتدلة والتي لا تصنف تحت أي تصنيف، وإنما هي مجرد مواقع إخبارية دعوية، مثل موقع إسلام أون لاين.نت، وموقع الإسلام اليوم، وموقع طريق الإسلام، والمواقع الشخصية لبعض الدعاة والعلماء! تتم عملية المتابعة والملاحقة عن طريق مراسلة شركات الاستضافة التي تستضيف هذه المواقع على الخادمات (السيرفرات) الخاصة بها. فيتم إعلام هذه الشركات أن هناك مواقع إرهابية أو تابعة لمجموعات إرهابية، ويجب أن تتم إزالتها أو يتم منع الخدمة عنكم! وطبعا يتم دائما التخويف باسم مكتب التحقيقات الفيدرالية حتى تستجيب هذه الشركات بأقصى سرعة ممكنة. وأصبحت المواقع الإسلامية في حيرة من أمرها؛ فكلما انتقلت إلى شركة استضافة (وخاصة تلك التي تكون أجهزتها في أمريكا) تقوم الشركة بإغلاق الموقع مباشرة، والطلب من الموقع نقل ملفاته إلى شركة أخرى. فبدأت المواقع الإسلامية تبحث عن شركات لا تخضع لسيطرة القانون الأمريكي؛ فكان أن وجدت في شركات ماليزية بغيتها، وبدأت هجرة المواقع الإسلامية إلى ماليزيا؛ حيث إن الشركات الماليزية لا تخضع للقانون الأمريكي الخاص بملاحقة المواقع الإرهابية (كما يزعمون)! ولكن حصلت حادثة على الإنترنت، وانتشر شريط فيديو يصور مقتل أحد الأمريكيين في العراق، وانتشر هذا الشريط عبر موقع موجود على شركة ماليزية اتضح فيما بعد أن نفس الشركة تستضيف عشرات المواقع الإسلامية؛ فكانت ضربة قاصمة لهذه المواقع؛ حيث تحركت الهاجانة ومكتب التحقيقات الفيدرالية، وطلبوا رسميا من الحكومة الماليزية إغلاق هذه الشركة وطرد جميع المواقع، وكان لهم ما أرادوا! هذا الإرهاب الفكري والعملي الذي تمارسه الهاجانة يخالف كل القوانين والأنظمة المتداولة في عالم الإنترنت الافتراضي؛ فلا يوجد قانون رسمي يمنع المواقع من نشر الفكر الذي تريده، أو ترويج المعتقد الذي تؤمن به. وإلا لتم منع عشرات الألوف من المواقع الجنسية التي تبث الرذيلة والفحش، أو المواقع التي تخص الجماعات المسيحية المتطرفة أو اليهودية العنصرية، أو المواقع التابعة لجماعة عبدة الشيطان، أو المواقع الشخصية العنصرية ضد الإسلام والمسلمين! كل هذه المواقع لا يستطيع أحد أن يمنعها أو يلاحقها، بينما لو كان الموقع إسلاميا بحتا يعبر عن مبادئ الإسلام وأفكاره العامة فإنه يُمنع ويطارَد ويغلَق في كل مكان.
من ميدان الحرب قام موقع الهاجانة خلال سنتين ونصف من تاريخ تأسيسه بملاحقة مئات المواقع الإسلامية، وتم إغلاق أكثر من 500 موقع إسلامي عن طريق تحريض شركات الاستضافة وتهديدها بالإغلاق. ويعبر موقع الهاجانة عن أهدافه التدميرية بكل جرأة ووقاحة، وينشر معلومات تفصيلية عن أصحاب المواقع وأماكن تواجد المواقع التي يلاحقها، ويطلب من أتباعه التبرع للموقع والعمل معه من أجل مراسلة شركات الاستضافة لإغلاق المواقع! وعندما يقوم بتدمير موقع ما فإنه يضع تحت اسم الموقع علامة السلاح المنكس (كلاشينكوف مقلوب)؛ وذلك تعبيرا عن أن هذا الموقع الجهادي قد تم إيقافه وتعطيله. حتى في التعبير عن انتهاء عمله ومهمته تظهر تعابير أيديولوجية توضح لنا كيفية تفكير هذا الموقع وأهدافه الخفية. ويتبع الموقع طريقة آلية لملاحقة المواقع الإسلامية ومتابعتها؛ حيث إن هناك برمجية خاصة تابعة للموقع تقوم بالبحث السريع ضمن قاعدة بيانات واسعة من المواقع الإسلامية، وتقوم هذه البرمجية بالبحث عن كلمات معينة أو صور أو مواضيع محددة، ثم تقوم هذه البرمجية بتقديم معلومات كاملة عن هذا الموقع، ونتيجة البحث فيه، وروابط المواضيع التي تخص نتيجة البحث. ويقوم الموقع بتصنيف المواقع الإسلامية حسب الاتجاه الفكري لها؛ فهناك تصنيف لمواقع القاعدة، وهناك مواقع حماس، وهناك الجهاد، وهناك السلفية الجهادية، وهناك حزب التحرير، وهناك حزب الله، وهناك المجموعات الجهادية في كشمير.. إلخ، كما هو موضح في هذا الرابط
http://www.haganah.us/jihadi/ بل إن الموقع تعدى الفكر الجهادي، وبدأ بملاحقة المواقع الإسلامية المعتدلة، ودخلت ضمن تصنيف جديد وتحت طائلة المتابعة والمراقبة؛ مثل موقع إسلام أون لاين.نت، الإسلام اليوم، الإسلام سؤال وجواب، مفكرة الإسلام، رسالة الإسلام... إلخ، فجميع هذه المواقع هي مواقع إخبارية دعوية بحتة، لكنها لم تسلم من سطوة الهاجانة وحقدها الدفين!
تحالف صهيوني ورغم أن الهاجانة تدعي أنها لا تقوم بعمليات تخريب أو تدمير للمواقع التي تقوم بملاحقتها؛ فإنها تتعاون بشكل وثيق مع مجموعات يهودية خاصة بالاختراق والتدمير تسمى "الهاكرز"، وتقوم هذه المجموعات بتدمير المواقع الإسلامية التي يشعرون أنها تؤذي اليهود بكلامها. ويؤكد هذا الأمر تقرير نشرته شركة Riptech المختصة بأساليب الحماية في شبكة الإنترنت؛ حيث أوضح هذا التقرير أن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث كمية الهجمات الموجهة لشبكات الإنترنت التي تنطلق من داخلها، وذلك نسبة لعدد مستخدمي الإنترنت في إسرائيل. حيث رصدت الشركة أكثر من 128 ألف هجمة اختراق تنطلق من إسرائيل نحو حوالي مليون جهاز كمبيوتر مرتبط بالإنترنت. كما أظهر تقرير آخر أعدته شركة "سيمانتك" التي تعمل على تطوير برمجيات مضادة للفيروسات أن إسرائيل تحتل المركز التاسع في قائمة الدول التي تنطلق منها هجمات فيروسية عبر شبكة الإنترنت. ولم يقف الأمر عند هذا الحد من التخريب والملاحقة للمواقع الإسلامية؛ بل تعداه لمحاولة إخفاء أي أثر لمواقع إسلامية أو غير إسلامية تتحدث عن اليهود، حتى لو ظهرت أسماء هذه المواقع في محركات البحث!! إذ قامت "رابطة مكافحة التشهير" الأمريكية الموالية لإسرائيل بتقديم طلب إلى شركة "جوجل" المعروفة، وذلك لإزالة المواقع الإلكترونية المعادية لليهود وإسرائيل التي تستضيفها "جوجل" على محركات البحث الخاصة بها. إذ إن "رابطة مكافحة التشهير" احتجت لدى "جوجل" بأن من يبحث عن كلمة "يهود" في موقع البحث "جوجل" فسوف تظهر له في نتائج البحث عدة مواقع معادية لليهود! وقامت شركة "جوجل" تحت هذا الضغط بالاعتذار رسميا عن وجود ما تسميه "مواقع الكراهية" التي تزعم أنها معادية للسامية وإسرائيل! إن هذه الحملة الشعواء على المواقع الإسلامية لم تقتصر على الهاجانة فقط؛ بل ظهرت في الفترة الأخير مواقع كثيرة مهمتها مراقبة المواقع والمنتديات الإسلامية، وإصدار التقارير والكتابات التي تحرض على الإغلاق والتدمير. ومن أشهر هذه المواقع أيضا موقع “MEMRI”، وهذا الموقع يهودي مهمته الأساسية متابعة الإعلام العربي سواء الوسائل المقروءة أو المرئية، ومتابعة جميع المواضيع التي تخص اليهود. ومن هذه المواقع أيضا موقع TerrorTracker وهو موقع يعبر عن نفسه بأنه مخصص لكشف الإرهاب الذي تقوم به القاعدة وجماعة أبو حمزة المصري وبقية الجماعات الإرهابية، على حد قوله! إن هذه المواقع وغيرها كثير تقوم بعمل إعلامي منظم وقوي جدا -وبتنسيق كامل بينها- من أجل إسكات هذه المواقع وإخفاء معالمها من الإنترنت. والهاجانة تعمل الآن من أجل إصدار قانون أمريكي جديد لمكافحة الإرهاب في عالم الإنترنت، وبحيث يمكن بكل سهولة تعطيل هذه المواقع وإغلاقها دون أي متابعة أو ملاحقة.
من يحمي المواقع الإسلامية؟ إذن من يحمي المواقع الإسلامية من هذا الفيروس المدمر؟! ومن يحفظ لهذه المواقع حقوقها ويسترد شيئا من كرامتها؟! تقف جمعيات حقوق الملكية ومنظمات حرية التعبير عن الرأي صامتة أمام هذه الجريمة البشعة بحق المواقع الإسلامية! ولا أحد ينبس ببنت شفة خوفا من الهاجانة التي استمدت قوتها من تحركات ودعم مكاتب التحقيق الفيدرالية FBI التي تقوم بإغلاق الشركة التي ترفض الانصياع للأوامر! ماذا تريد الهاجانة بكل بساطة؟ إنها تريد الآتي: * إسكات أي صوت إعلامي للجهاد أو للمقاومة في بلاد الإسلام. * إغلاق جميع المواقع الإسلامية التي تتحدث عن اليهود والأمريكان، وتعتبرهم غزاة ومحتلين ومجرمي حرب. * تشويه الجهاد والمقاومة بنشر بعض الآراء والأفكار الشاذة، وترويجها على أنها هي المقاومة والجهاد الحقيقي. * تحجيم دور المواقع الإسلامية على الإنترنت، وإشغال المواقع بعمليات الإغلاق المتكرر والمتابعة والملاحقة. ويستدعي هذا الضغط الهائل من الكراهية والحقد والعنصرية أهمية الحديث عن تحرك إعلامي قوي من أجل كشف أهداف الهاجانة وتعريتها أمام الجميع، وليس هذا فحسب؛ بل الوقوف من أجل ملاحقتها قضائيا للتوقف عن هذا التسلط اللامحدود على شبكة الإنترنت، وعلى المواقع الإسلامية خصوصا بدون قانون واضح يسمح لها بهذا التحرك! إن بقاء المواقع الإسلامية والإعلامية تحت مطرقة هذه الهجمة الشرسة التي تقودها الهاجانة سوف ينتهي بدمار واختفاء جميع المواقع التي تتحدث بصوت الأمة، وتعبر عن صوتها الضعيف المظلوم عبر هذه الشبكة التي من المفروض أنها ليست تحت سلطة أحد، ولا يحكمها قانون دولة أو عصابة همجية! وفي الوقت الذي تنتشر فيه آلاف المواقع المعادية للعرب والمسلمين، وآلاف المواقع التي تتحدث عن إسرائيل بأنها صاحبة الحق في فلسطين، وأنها ضحية الإرهاب الإسلامي، يقوم مارد الإعلام اليهودي الصهيوني المدعوم من أمريكا باجتثاث المواقع الإسلامية التي تقول: لا للظلم والاحتلال! لقد أصبحت المقاومة واسترداد الحرية عملا إرهابيا يجب اجتثاثه من الجذور!! لذا أتصور أنه قد أصبح من الضروري قيام لجنة دفاع وحماية للمواقع الإسلامية تدفع عنها حقد وكراهية الهاجانة التي سخرت كلَّ شيء من أجل مهمتها القذرة، والتي تنبع من عقلية يهودية حاقدة تنفث الموت لكل ما هو إسلام ومسلمون.

2008-08-16

حقيقة تنصر "جوزيف" نجل قيادي حماس!


مفكرة الإسلام: حاولت الصحافة العبرية المجندة من قبل أجهزة الاستخبارات الصهيونية أن تفجر أزمة لا حدود لها، ليس داخل الأراضي الفلسطينية فحسب، ولكن كان من الممكن أن يتجاوز مداها أبعد من هذا بكثير، خاصة وأنها حاولت أن تدعي كذبًا أن نجل أحد القياديين البارزين في حركة حماس فر هاربًا للولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، بعد أن اعتنق الديانة المسيحية منذ قرابة ثماني سنوات قضاها في السر دون أن يخبر أحدًا، ونجحت الاستخبارات العسكرية الصهيونية عبر أحد عملائها المعروفين في الصحافة العبرية، وهو أفي يسسخروف، الذي له باع طويل في نشر القصص المختلقة والأكاذيب والروايات، التي لا هدف من ورائها إلا إذكاء نيران الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، من حركتي فتح وحماس، الذي نشر حواره المزعوم الكاذب الذي سرعان ما تناقلت تفاصيله الأولية العديد من المواقع العربية دون أن تشير ولو من قريب أو بعيد إلى إمكانية أن يكون هذا الحوار مفبركًا، لا يمس الحقيقة أبدًا.
لكن النفي الذي نشرته عائلة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس النائب الأسير حسن يوسف للأنباء التي روجتها صحيفة "ها آرتس" "الإسرائيلية"، والتي أفادت أن ابنه مصعب قد اعتنق المسيحية وارتد عن الإسلام، كان قاطعًا ولا يدع مجالاً للشك في البحث عن أي احتمالات حول إمكانية وجود مصداقية حول التقرير "الإسرائيلي" المنشور، خاصة وأن النفي الذي جاء على لسان صهيب شقيق مصعب تضمن تأكيدات على أن شقيقه الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، تم الاتصال به، وأكد لنا بطلان هذه الرواية، وأنه ما زال على الإسلام وملتزم بدينه والحمد لله ولن يتراجع عنه مهما كلفه الأمر، وأضاف أنه قام بالاتصال بالصحافي الذي نقل الخبر في صحيفة "ها آرتس"، وأنكر التقاءه بأخي مصعب، وأكد الصحافي للعائلة أن خبره نقل عن مصادر أخرى لم يفصح عنها، وهذا خلافًا لما جاء في خبر الصحيفة أنه التقى بالسيد مصعب يوسف.
فللوهلة الأولي وفور أن رأت عيني اسم الكاتب الذي أعد التقرير الخاص باعتناق نجل قيادي حماس الشيخ حسن يوسف للمسيحية وهروبه إلي الولايات المتحدة الأمريكية، تأكدت في داخلي أن الأمر لا يعدو كونه لعبة قذرة من ألاعيب الاستخبارات العسكرية الصهيونية المعروفة باسم (أمان)، وذلك على خلفية الصلة الوثيقة التي تجمعها مع كاتب صحيفة ها آرتس أفي يسسخروف الذي تعتبره أحد جنودها البواسل في نشر الأكاذيب والشائعات ضد الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم، وتستخدمه هو وآخرين في وسائل الإعلام الصهيونية من حين لآخر في نشر تحقيقات الغرض منها نشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لكن المتابع لما ينشره يسسخروف يعرف تمام المعرفة أنه ليس سوى أحد أفراد وحدة الحرب النفسية بجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية، ويستغل ما يحصل عليه من معلومات مفبركة وكاذبة من جنرالاته الصهاينة لكي يضلل بها من يقرؤها.
فحين تطلع على ما كتبه مراسل الصحيفة الصهيونية أفي يسسخروف، ستتأكد مثلي تمامًا أن تقريره هذا جرى إعداده في أحد مكاتب الاستخبارات العسكرية الصهيونية، والهدف منه ضرب حركة المقاومة الإسلامية حماس في العمق، واتهام قياداتها بأنهم ليسوا أهلاً للثقة من قبل أبناء شعبهم، وأنهم لا يفكرون سوى في أنفسهم، حتى أن فلذات أكبادهم بدءوا ينسلخون عنهم ويبتعدون شيئًا فشيئًا عن آبائهم، من خلال إيمان عميق بأنه قد حان الوقت للثورة على تراث الآباء.
يشير مراسل الشئون العسكرية في صحيفة ها آرتس الصهيونية في تقريره الذي يقول إنه كتبه من ولاية كاليفورنيا حيث يعيش الآن مصعب يوسف نجل قيادي حركة المقاومة الإسلامية حماس المعتقل في السجون الصهيونية الشيخ حسن يوسف ـ أن مصعب يوسف، أكبر أبناء القيادي البارز، سبق له وأن كان عضوًا في حركة الشبيبة التابعة لحماس، وعمل مساعدًا لوالده ودخل السجون الصهيونية، لكن فجأة وبدون مقدمات اعتنق الديانة المسيحية سرًا وفر هربًا للولايات المتحدة، ويطالب حاليًا بالحصول على حق اللجوء السياسي هناك، ويتهم قادة حماس بالفساد وبتعذيب الأسرى وغسل عقول الأطفال لدفعهم إلى تنفيذ عمليات إرهابية، وينتقد الدين الإسلامي.
وبعد هذه المقدمة التي تتأكد منها أنك ستسير في حقل ألغام، وبعد أن تحدث عن الانتقال المثير والغامض لمصعب من صفوف حماس إلي المعسكر المقابل الذي يتهم حماس بكل ما هو سيئ، تحدث يسسخروف عن اللقاء الخيالي الذي جمعه مع مصعب يوسف في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قائلاً: "التقيت بمصعب البالغ من العمر 30 عامًا في أحد مطاعم كاليفورنيا، وقبل أن يتناول مصعب طعامه قام بالتمتمة ببعض الكلمات وبشكر المسيح، وعندها وجدت صعوبة في استيعاب هذا الموقف الغريب، فلم أتصور أن يقوم نجل الشيخ حسن يوسف ـ عضو البرلمان من قبل حماس وأشهر قيادي في الضفة الغربية ـ بتغيير ديانته واعتناق الديانة المسيحية"، وبالطبع يحاول يسسخروف أن يشعر القارئ بأنه صدم من هول المفاجأة من اعتناق مصعب المسيحية، وأنه لم يكن يعرف أي شيء عن هذا، كما أننا إذا توقفنا عند تلك الفقرة سنجد أن هناك رغبة من كاتب التقرير ومن يقفون وراءه في الاستخبارات الصهيونية لضرب حماس في مقتل، خاصة وأنها تعلم أن هذا الحوار سيترجم من العبرية إلى العربية وسينشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام العربية، وسيكون له تأثير في منتهى السلبية على حركة حماس، لأنه وببساطة سينقل صورة مشوهة عنها، تدعي أن أبناءها ينسلخون عنها لخطأ أفكارها، ولهذا اختار يسسخروف تلك البداية المؤلمة للجميع، مصعب نجل قيادي حماس يبدأ تناول طعامه بذكر كلمات التسبيح والتهليل للمسيح، لكي يخبرنا أننا أمام حقيقة واقعة ألا وهي تحول نجل أحد أكبر قيادي حماس، ذلك الشاب الذي تربى في كنف قادة الحركة وعاش بينهم واقترب من صانعي القرار فيها وعرف سرهم وعقيدتهم وحقيقة أمرهم، وما إن كانوا على حق أو على باطل ـ إلى المسيحية؛ حيث المعسكر المضاد الذي يرفض ما تقوم به حماس ويعتبره إجرامًا لا مقاومة.
جوزيف نشأ على كراهية "إسرائيل":
ونعود ليسسخروف الذي يخبرنا أن يوسف اختار له اسمًا مسيحيًا جديدًا وهو جوزيف، والأكثر من ذلك أنه ذهب للعيش عند أحد الأشخاص الذين تعرف عليهم في إحدى الكنائس، وبالطبع لم يفت على يسسخروف ومن أملوه هذا الكلام إضافة بعض عبارات الحزن والأسى على حال جوزيف الذي يواجه الحياة الآن بمفرده ويحتاج للمال، كما حاول أن يصور هذا الحوار على أنه حقيقة لا مساس فيها، عبر تأكيده على لسان جوزيف أنه يعلم أن ما ستنشره صحيفة ها آرتس سيصدم جميع أفراد العائلة، لكنه يأمل أن يتفهم والده موقفه.
ثم وجه مراسل صحيفة ها آرتس سؤالاً لنجل قيادي حماس وطلب منه أن يقص للقراء بعضًا مما لديه عن نشأته وحياته. وبالطبع جاءت الإجابة التي تريدها "إسرائيل"، حيث نقل يسسخروف على لسان مصعب يوسف قوله: "تربيت وترعرعت في أسرة ملتزمة دينيًا بشكل كبير، غرست داخلي كراهية "إسرائيل"، وكانت أولى مواجهاتي الحقيقية مع "الإسرائيليين" وأنا في سن العاشرة، عندما اقتحم جنود "إسرائيليون" منزلنا وألقوا القبض على والدي، ولم نكن نعلم وقتها أنه من مؤسسي حركة حماس، وكانت أول مرة يبتعد فيها والدنا عنا، وهو كان بالنسبة لي كل شيء في حياتي، وعندما وصلت المرحلة الثانوية درست الشريعة، وحين بلغت الثامنة عشرة من عمري اعتقلتني القوات "الإسرائيلية" لأنني كنت رئيس "الاتحاد الإسلامي" في المدرسة الثانوية، وهي حركة شبيبة تابعة لمنظمة حماس، وهو الحدث الذي غير مسار حياتي.
ثم طلب من مراسل ها آرتس أن يحدثه عما حدث له خلال وجوده في السجون الصهيونية، ونقل مرة أخرى على لسان جوزيف قوله: "قبيل دخولي السجن لم أكن أعرف عن حماس سوى ما يقوله لي والدي، وكنت أكن تقديرًا كبيرًا للحركة، بسبب ثقتي في والدي، ولكن عندما دخلت السجن اكتشفت الوجه الحقيقي لهذه الحركة، فعلى مدار 16 شهرًا قضيتها في السجن "الإسرائيلي" اكتشفت أنها حركة سلبية وفاسدة من أساسها؛ حيث رأيت أن قادة الحركة تتوفر لهم في السجون "الإسرائيلية" أوضاع خاصة؛ حيث يأتي إليهم أفضل الطعام ويسمح لهم بالزيارات العائلية بشكل أكثر من أي سجين آخر، ويوفرون لهم كل شيء يحتاجونه، وأنا أرى أن مثل هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أخلاق، ولكنهم أكثر ذكاءً من قادة فتح، حيث يتلقون الأموال بشكل غير مباشر، وليس في وضح النهار مثل قيادات فتح، لذا لا يستطيع أحد أن يثبت عليهم تهم الفساد، كما أن حماس تقوم بمراقبة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، خشية أن يكون من بينهم متعاونون مع الجيش الصهيوني ينقلون معلومات له، وقد قامت الحركة بتعذيب بعض من أفرادها وعناصرها فقط لأنها شكت فيهم، وكانت تستخدم شتى ألوان التعذيب من أجل إتمام وإنجاز تلك المهمة، ثم طلب منه منحه إجابة حول إذا ما كان قد تعرض خلال وجوده في السجون "الإسرائيلية" للتعذيب؟ فقال جوزيف: لا، لقد تمتعت ببعض الحصانة بسبب وضع والدي".
ويحاول يسسخروف عبر هذه الإجابة أن يوقع الضغينة في نفوس الفلسطينيين تجاه حماس، والقول بأن الحركة فاسدة لأبعد الحدود حتى داخل السجون الصهيونية، ثم بدأ الجانب التراجيدي من الحوار والذي يعرفه يسسخروف أنه الأهم لأن الجميع سيكون مشغولاً بالسبب الذي دفع نجل قيادي حماس لاعتناق المسيحية، حيث قال مراسل الصحيفة: "طلبت منه أن يحدثني عن بدايته للتعرف على المسيحية، فأبلغني بأن أسرته لا تعلم حتى الآن أنني اعتنقت الديانة المسيحية، وقصتي مع هذه الديانة بدأت منذ حوالي ثمانية أعوام، عندما كنت في القدس وتلقيت دعوة لحضور محاضرة عن المسيحية، وقد تحمست جدًا لسماع ما يُقال، وبعد ذلك واظبت على قراءة الكتاب المقدس يوميًا، وكل هذا كان يتم في سرية تامة طبعًا، حيث كنت أتوجه إلى جبال رام الله البعيدة وأجلس هناك أقرأ بالساعات، ثم قرأت القرآن الكريم ولم أجد فيه إجابات واضحة لتساؤلاتي، فالقرآن كتاب ضال مضل ـ حسب زعمه ـ ثم قررت بعد أربع سنوات أن أعتنق الديانة المسيحية، ولم يعلم أحد بذلك سوى بعض الأشخاص المسيحيين، ولكنني واصلت بعد اعتناقي للمسيحية مساعدة والدي.
ولا يحاول كاتب التقرير الصهيوني تشويه صورة حماس وقادتها فحسب، ولكن لديه رغبة هو ومن أملوه هذا الكلام في تشويه صورة الإسلام والقرآن الكريم، ومحاولة العبث في نفوس الضعفاء، والقول لهم بأنه ها هو نجل القائد الأكبر في الضفة الغربية يعتنق المسيحية ويكفر بالقرآن، منذ ثماني سنوات وهو يخدعكم.
ثم يشير أفي يسسخروف في تقريره إلى أنه طلب من جوزيف أن يحكي له عن علاقاته بقيادات حماس وكيف كانت هذه العلاقة، وينقل عنه القول:"يجب أن تفهم أنني لم أكن أبدًا واحدًا منهم، بل كنت مجرد شخص يساعد والده ويرافقه، وكنت دائمًا ما أعارض الإرهاب، ولم يكن رجال حماس يحبونني، فلم أكن أتوجه للصلاة في المساجد، ولم يكن يعجبهم ملابسي الكاجوال والجينز، وأنا من جهتي لم أكن أساعد والدي لأنه قيادي بحماس، بل لأنه والدي فقط.
ثم ذكر يسسخروف في حواره المنشور بصحيفة ها آرتس: "طلبت من جوزيف أن يحدثني كذلك عن كيفية تعامل حماس مع المسيحيين؟" ثم نقل عنه القول: "إن حماس ترى نفسها ممثلة للإسلام، لكن في بعض الأحيان من المهم لها الظهور وكأنها تحمي المسيحيين، كما أن والدي حظي بتأييد كبير من قبل المسيحيين أثناء الانتخابات البرلمانية، وكانت علاقته بهم ممتازة، فعلى سبيل المثال في إحدى المرات منع عددًا من سكان رام الله من اغتصاب أراضي يمتلكها مسيحيون، لإقامة مسجد عليها".
دعوة للشقاق داخل حماس:
وواصل يسسخروف حواره الوهمي مع جوزيف المسيحي قائلاً: دعوته بعد ذلك ليشرح لي سبب مواصلته البقاء على العمل بجوار والده ومساعدته، بعد اعتناقه المسيحية"، ثم نقل عنه القول: "كنت أرغب في أن أجعل والدي يدرك أنه لا يجب التعرض للأبرياء من الجانب الآخر، وأذكر أنني تمكنت أكثر من مرة في إقناع أحد القادة المعتدلين بالحركة باتخاذ قرارات حكيمة وإقناعه بوقف العمليات ضد "إسرائيل" وإقامة دولتين، ورأيت أنه يجب علي أن أقوم بدور بدلاً ممن وصفهم بشلة الأغبياء الذين يؤثرون على قيادات الحركة.
ويحاول بالطبع يسسخروف إيقاع الفرقة والشقاق داخل حركة حماس عبر تصويره على لسان جوزيف الوهمي أن هناك شقاقًا حقيقيًا داخل الحركة بشأن الكثير من الثوابت التي يعرف عن الحركة أنها لا تقبل المساس بها، ولا حتى القبول بالاقتراب منها.
ثم أشار الكاتب الاستخباراتي الصهيوني أفي يسسخروف إلى أنه وفي حواره الذي أجراه في ولاية كاليفورنيا مع نجل قيادي حماس الشيخ حسن يوسف، تعرف على السبب الحقيقي الذي دفعه من أجل الهروب من الأراضي الفلسطينية، حيث نقل على لسانه القول: "غادرت في يناير 2007م، ولكن مشاكلي مع حماس كانت قد بدأت في أعقاب انتخابات يناير 2006م، حيث اتهمني أتباع الحركة بأنني حاولت شق صف الحركة، فبعد أن هدد والدي بعدم خوض تلك الانتخابات ضمن قائمة الحركة، طلبوا مني عقد مؤتمر صحفي أقوم خلاله بالإعلان عن مشاركة والدي في الانتخابات، حيث كان وقتها في السجن، ولكنني رفضت فعل ذلك، ومنذ ذلك الوقت والتهديدات بدأت تلاحقني، واعتبرني أعضاء الحركة عدوًا لهم، وحينها وجدت أنه لا خيار أمامي سوى المغادرة، فوالدي في السجن وليس هناك من يحميني، ولكنني الآن مشتاق "لإسرائيل".
ويصل كاتب التقرير إلى أحد فصول التقرير السخيفة التي تدل على تدني مستوى الفكر الاستخباراتي الصهيوني، حيث يحدث جوزيف محاوره الصهيوني أفي يسسخروف عن اشتياقه "لإسرائيل"، وعلى طريقة البرامج التلفزيونية المصطنعة، يتفاجأ يسسخروف مما قاله جوزيف ويرد عليه بقوله: أنت؟ مشتاق "لإسرائيل"؟ وينقل إجابة جوزيف: "نعم أنا أحترم "إسرائيل" وأقدرها كدولة، لكني في ذات الوقت ضد سياسة قتل الأبرياء، أو استخدامهم كوسيلة لتحقيق هدف ما، وأتفهم حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، كما أنني أحب الاستماع إلى الاغاني "الإسرائيلية"، رغم أنني لا أفهم ما يقال في كثير من الأحيان، وأحب المطرب "الإسرائيلي" إييل جولان، كما أنني أريد أن أقول: إن الفلسطينيين إذا لم يكن أمامهم عدو يقاتلونه، فسوف يتقاتلون فيما بينهم، وبعد عشر سنوات ستتذكر كلامي هذا وتعلم أنه صحيح، ويجب أن تعلموا أنتم أيها اليهود أنه لن يحدث أبدًا سلام بينكم وبين حماس، فالإسلام باعتباره الإيديولوجية التي تتبعها حماس، لن يسمح لهم بالتوصل إلى اتفاق سلام مع اليهود، فقيادات حماس ترى أن النبي محمدًا كان يقاتل اليهود، لذا عليهم مواصلة هذا الأمر حتى الموت، فحماس ترى أن السلام مع "إسرائيل" يخالف الشريعة والقرآن، وأن اليهود ليس لهم الحق في البقاء على أرض فلسطين".
الإسلام سيختفي بعد 25 عامًا:
ثم طلب مراسل ها آرتس من جوزيف الوهمي أن يحدثه عن قادة حماس، وهل يوجد بينهم أشخاص جيدون، وينقل عنه القول: "أنا أرى أنهم جميعًا أشخاص غلاظ،سيئين ولكن أكثرهم سوءً هو محمود الزهار، وفي نهاية الحوار الوهمي اختتم جوزيف كلامه قائلاً :"أتمنى أن أتمكن في المستقبل من كتابة كتاب عن قصة حياتي الشخصية، وعن الصراع في الشرق الأوسط، ولكن تركيزي منصب الآن على إيجاد عمل ومكان أقيم فيه، فأنا الآن أمر بضائقة وليس معي أموال، ولا مكان مستقل للسكن، ولولا مساعدة الكنيسة لي لكنت نمت في الشوارع، وأنا أريد الآن تكوين منظمة شبابية دولية، تقوم بالتعريف بالديانة المسيحية ونشر الحب والسلام. ويضيف أنه يتوقع أن تندثر الديانة الإسلامية بعد 25 سنة من الآن ـ حسب زعمه".
وحاول يسسخروف ومسئولو الاستخبارات الصهيونية العسكرية الذي تبدوا بصمات أصابعهم واضحة على كل كلمة جاءت فيه أن يشوهوا صورة الإسلام والتأثير علي أبنائه، لكن بالطبع تلك محاولة مفضوحة يسهل على كل ذي عقل أن يدرك حقيقتها ويعرف ما وراءها ومن يقفون خلفها.
حماس ترد على الأكاذيب:
هذا وتجدر الإشارة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أعربت فور نشر هذا التقرير في صحيفة ها آرتس الصهيونية عن استيائها من الحملات الإعلامية والدعائية "التي تستهدف النيل من الحركة ورموزها"، مؤكدة أن هذه الحملات لن تستطيع التأثير أو تغيير الصورة المشرقة والمشرفة المغروسة في أذهان الناس والشعب والأمة عن الحركة التي تمثل رأس حربة هذه الأمة، في زمن الانحطاط والانهزام، ولفتت الحركة في الضفة الغربية النظر في بيان صادر عنها، إلى أن هذه الحملات تتزامن مع جهود ضرب الحركة في الضفة، الأمر الذي يدلل على أن هناك أهدافًا مشتركة ومنسقة ومتزامنة بين الصهاينة مع أذنابهم للتأثير في الحركة على الأصعدة كافة، والنيل من نفوس وعزائم أبنائها ومناصريها ومجاهديها، وأكدت حركة "حماس" على أن الأنباء التي تمس أحد أفراد عائلة القيادي النائب المختطف الشيخ حسن يوسف هي "أنباء كاذبة وعارية عن الصحة، وقد تواصلت العائلة مع ابنها الذي نفى بدوره نفيًا قاطعًا أن يكون قد أجرى أي مقابلات أو تكلم مع صحفي أو غيره بهذا الموضوع، وهو لم يسمع بهذا الموضوع من الأساس".
كما أبدى أسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ونوابهم المختطفون في سجون الاحتلال عن استغرابهم الشديد من "الانسياق الأعمى لبعض وسائل الإعلام الفلسطينية في اقتباس أقوال الاحتلال الصهيوني"، مؤكدين "من موقعنا كجزء من الحركة الفلسطينية الأسيرة، أن الإعلام الصهيوني موجه وخاضع لاعتبارات استخباراتية دقيقة تدير دفته، ومن العار على إعلامنا الفلسطيني أن يتحول إلى "ببغاء ساذج" يردد ما يقوله الإعلام الصهيوني الموجه"، وقالوا في بيان مشترك صادر عنهم، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه: "لقد نشرت بعض وسائل الإعلام الفلسطينية أخبارًا منقولة عن صحف عبرية تزعم فيها أن الأخ "مصعب" نجل النائب الشيخ حسن يوسف قد تنصر وتحول عن دينه واعتنق المسيحية، وهو الأمر الذي تحققنا منه وتبين كذبه جملة وتفصيلاً".
وأضافوا: "إن السيرة المشرفة والتاريخ الجهادي العظيم للشيخ المجاهد القائد حسن يوسف "أبو مصعب"، هو أكبر وأشد نصاعة من أن تشوهه أكاذيب وتهريج كالذي يحكى عنه، فمن لم يعرف الشيخ حسن فعليه أن يفهم أنه من خيرة قادة حماس الذين لا يمكن لأحد أن ينال من سمعتهم"، وتابع أسرى "حماس" ونوابهم المختطفون القول: "فها هي الحملة المسعورة على قوى شعبنا الحرة والمناضلة والشريفة تتواصل، وها هو العدو يستفيد من كل لحظة يهاجم فيها المقاومة، فيقتل المجاهدين من أبناء شعبنا في الضفة الغربية، ويرسل عملاءه لتنفيذ المجازر الدموية في القطاع، وكل ذلك وسط حالة صمت دولي وعربي مخز، وفي ظل حالة انقسام وفرقة فلسطينية تتجاهل حرج المرحلة ودقتها"، ويضيف البيان: "وفي ظل واقع كهذا؛ يسخر الاحتلال طاقته الإعلامية وصوته الكاذب في حرب الإشاعة التي تستخدم فيها، وللأسف الشديد، أدوات إعلامية فلسطينية نأمل أن تكون انخرطت بذلك من باب الجهل والغباء لا من باب الاستفادة من الانقسام ومحاولة تحقيق إنجاز وسبق إعلامي على حساب المجاهدين وأعراضهم وسمعتهم".
دعوة لفهم العقلية الصهيونية:وتبقى إشارة أخيرة إلى أنه يجب علينا أن نتعامل مع ما تنشره وسائل الإعلام الصهيونية بحذر شديد، ولا نهرول سريعًا لنؤمن ونسلم بكل ما يأتي به، وذلك من خلال إدراك ووعي بأن وسائل الإعلام الصهيونية إنما هي ترس في منظومة صهيونية متكاملة تعتمد على التكامل فيما بينها، لتخدم في النهاية الأهداف والأغراض الصهيونية، وهو ما يجب أن نتداركه ونحاول الكشف عنه حتى لا تمتد نار الفتنة إلينا.