2008-01-08

العام 2007 الأكثر انتهاكًا لحقوق الأسرى الفلسطينيين


أسرى بالسجون الصهيونية

مفكرة الإسلام: أعلن مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين والباحث المختص بقضايا الأسرى، أن العام 2007م هو العام الأكثر سوءًا بالنسبة للمعتقلين, حيث إن انتهاكات حقوق الأسرى والقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف تواصلت وتصاعدت خلال هذا العام بشكل لم يسبق له مثيل.
وأكد فروانة في تقرير مفصّل أنه مهما كان نوع العلاقة القائمة بين الأسرى والدولة الحاجزة، فهي مسئولة عن حياتهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومسكن وعلاج وغيره، لافتًا أن كل الممارسات الإسرائيلية فيما يتعلق بما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين والعرب... إنما ُتمثّل انتهاكات فظة لجميع قواعد القانون الدولي – عمومًا - والقانون الدولي الإنساني على وجه الخصوص وترقى بها إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
الاعتقالات في تزايد مستمر:
وبحسب شبكة فلسطين الإخبارية كشف فروانة أن العام 2007 شهد ارتفاعات في عمليات الاعتقال بنسبة 34.2% عن العام الذي سبقه 2006، حيث إن قوات الاحتلال اعتقلت خلاله ما مجموعه 7612 مواطنًا، بمعدل 21 حالة يوميًا، فيما اعتقلت خلال العام 2006، ما مجموعه 5671 مواطنًا بمعدل 15.5 حالة يوميًا، في الوقت الذي شهد فيه العام 2006 تزايدًا بنسبة 62.2% عن العام الذي سبقه 2005, وهذا مؤشر خطير يدلل على أن مسار الاعتقالات في تصاعد مستمر.
وبيَّن فروانة أن الغالبية العظمى من بين الذين اعتقلوا خلال العام 2007، وعددهم 6824 معتقلاً كانوا من الضفة الغربية والقدس ومناطق 48, أي ما نسبته 89.6%, عازيًا ذلك إلى الوجود المكثف والمباشر لقوات الاحتلال العسكرية هناك، فيما اعتقل 788 مواطنًا من قطاع غزة أي ما نسبته 10.4% من خلال المعابر أو في عرض البحر من الصيادين أو خلال الاجتياحات لبعض المناطق الحدودية في قطاع غزة.
الاعتقالات لا تستثني أحدًا:
وأكد الباحث فروانة، أن تلك الاعتقالات لم تقتصر على فئة أو شريحة محددة، كما لم تستثنِ أحدًا، فطالت الأطفال والشيوخ، القاصرات والأمهات الحوامل، الطبيب والقائد السياسي، النائب والوزير، معتبرًا أن الكل مستهدف ومتهم, والذرائع متعددة والأحكام جاهزة بغض النظر عن العمر أو المكانة أو طبيعة العمل.
الأسرى من الأطفال:
وفيما يتعلق بالأطفال الأسرى، بيَّن فروانة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت خلال العام المنصرم 2007 قرابة 220 طفلاً، أفرج عن الكثير منهم, فيما لا يزال العشرات قيد الاعتقال، بينما بعضهم تجاوز سن الطفولة ولا يزال في الأسر، مشيرًا إلى أن إجمالي عدد الأطفال الأسرى الآن 350 طفلاً، وهؤلاء الأطفال موزعون على العديد من السجون والمعتقلات، ومحتجزون في ظروف سيئة جدًا، ويعاملون بقسوة ومحرومون من مواصلة مسيرتهم التعليمية ومستقبلهم مهدد بالضياع والدمار.
الأسيرات:
وأشار مدير دائرة الإحصاء إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى أكثر من 700 مواطنة، منهن قرابة 60 مواطنة اعتقلن خلال العام المنصرم 2007، بقي منهن حتى الآن في السجون الإسرائيلية 97 أسيرة، وجميعهن من الضفة الغربية والقدس ومناطق 48 باستثناء أربع أسيرات من قطاع غزة، ويجري احتجازهن في ظروف صعبة وقاسية دون مراعاة لجنسهن واحتياجاتهن الخاصة، ودون توفر حقوقهن الأساسية.
وذّكر فروانة بأن من بين الأسيرات من اعتقلن وهنّ قاصرات، فيما بينهن متزوجات ومطلقات والعديد من الأمهات، وفي سابقة خطيرة هي الأولى تم في نوفمبر الماضي اعتقال النائبة د. مريم صالح وهي أول نائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني يتم اعتقالها.
إجمالي عدد المعتقلين الآن:
وعن إجمالي عدد المعتقلين الآن، أوضح مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، أن عددهم بلغ قرابة 10.400 معتقل؛ منهم 97 أسيرة و350 طفلاً، وهؤلاء المعتقلون من مناطق جغرافية مختلفة, فمنهم 8.816 معتقلاً من الضفة الغربية، و820 من قطاع غزة، و540 من القدس، و154 من المناطق التي احتلت عام 1948، إضافة لعشرات من المعتقلين العرب، مبينًا أن جميع هؤلاء اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى باستثناء 540 معتقلاً فقط كانوا معتقلين منذ ما قبل انتفاضة الأقصى التي اندلعت في 28 سبتمبر 2000.
أسرى يدخلون موسوعة جينيس:
وبالنسبة لمن أمضوا سنوات طويلة، كشف فروانة في تقريره، أنه مع نهاية العام 2006، كانت قائمة الأسرى الذين أمضوا أكثر من خمسة عشر عامًا تضم 181 أسيرًا، فيما خلال العام 2007 دخلت أسماء جديدة لتلك القائمة، فارتفع عددهم مع نهاية العام المنصرم 2007 إلى 232 أسيرًا، لافتًا إلى أن ارتفاعًا قد طرأ أيضًا على عدد من أمضى منهم أكثر من عشرين عامًا، ليصل إلى 73 أسيرًا، فيما كان عددهم 64 أسيرًا مع نهاية العام 2006، أما من أمضوا أكثر من ربع قرن فارتفع عددهم إلى 10 أسرى, أقدمهم الأسير سعيد العتبة الذي بلغ عامه الواحد والثلاثين منذ عدة أشهر، وهم بذلك سجلوا أسماءهم بشكل فردي وجماعي في موسوعة جينيس العالمية، لافتًا إلى أنه أصدر قبل أسبوع تقريرًا شاملاً عنهم وتجدونه على موقعه فلسطين خلف القضبان.
التعذيب في السجون يزداد قسوة:
وحول التعذيب في السجون الإسرائيلية أكد الباحث فروانة أن ممارسة التعذيب ضد الأسرى اشتدت خلال العام المنصرم وأصبحت أكثر قسوة وشراسة، فبالإضافة لشهادات المعتقلين السابقين، استرشد الباحث بتقرير "اللجنة الشعبية ضد التعذيب في إسرائيل" الذي جاء تحت عنوان "القنابل الموقوتة" ونشر منتصف العام 2007، وتناول التعذيب الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في السنة الأخيرة من قبل محققي جهاز الأمن العام "الشاباك"، وبحسب التقرير فإن قرار المحكمة العليا الذي سمح وأتاح بتعذيب المعتقلين المشتبهين بأنهم "قنابل موقوتة"، هو الذي أدى إلى التعذيب القاسي لكل معتقل فلسطيني.
وفي ختام تقريره أكد الأسير السابق والباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو واحد من نماذج الاحتلال البشعة واللاإنسانية على مدار التاريخ البشري، وهو واحد من النماذج القمعية الدموية، واللاإنسانية واللاأخلاقية، وحياة الإنسان الفلسطيني عمومًا والأسير خصوصًا هبطت عند المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بما فيها السجانون والمحققون، في محاولة يائسة للاستفراد بالأسرى في ظل حالة الانقسام الداخلي التي يحياها الشعب الفلسطيني، وفي ظل اللامبالاة العربية والإسلامية، والتخاذل الدولي، داعيًا الجميع دون استثناء إلى شحذ الهمم واستنفار الإمكانيات وتنظيم حملة تضامنية مساندة ونوعية ترتقي إلى مستوى حجم الخطورة التي يتعرض لها الأسرى، وذلك على كافة المستويات المحلية والعربية والإسلامية.
يذكر أن إساءة قوات الاحتلال إلى الفلسطينيين تمر في الغالب دون عقاب, وهذا هو ما يشجع الجندي الصهيوني على المبالغة في الاعتقال والتعذيب, فقد كشفت منظمة صهيونية للدفاع عن حقوق الإنسان أن غالبية الجنود الصهاينة الذين يشتبه في قيامهم بجرائم ضد الفلسطينيين لا يتم توجيه التهم إليهم.
وفالت منظمة ياش دين: إن العدد الضئيل جدًا للتحقيقات التي تجري مع الجنود الإسرائيليين المشتبه فيهم تظهر أن الجيش الإسرائيلي "يتجاهل إحدى وظائفه الأساسية, وهي حماية المدنيين الفلسطينيين".
الجندي الصهيوني فوق القانون:
وأضافت ياش دين أن الجنود يشعرون أنهم يتمتعون بحصانة تجعلهم بمنأى عن الملاحقة القضائية, ما يجعل نسبة الجرائم تزداد.
وكان استطلاع للرأي أجراه الجيش الإسرائيلي قد أظهر مؤخرًا أنه عند سؤال كل أربعة جنود خدموا على الحواجز في الضفة الغربية، فإن واحدًا على الأقل اعترف بالإساءة إلى الفلسطينيين.
واعترف الجنود ـ الذين لم تكشف هوياتهم ـ أنهم أذلوا الفلسطينيين وجعلوهم ينتظرون على الحواجز لساعات طويلة دون أي سبب.
كما كشف التقرير أنه خلال الأعوام السبعة الأخيرة، فإن 10% فقط من الجنود المشتبه بهم تمت إحالتهم للقضاء.
وجاء في التقرير أنه تم إجراء 1091 تحقيقًا في قضايا إساءة إلى الفلسطينيين بين سبتمبر 2000، تاريخ اندلاع انتفاضة الأقصى، ويونيو 2007.
وأفادت ياش دين بأن الاتهامات لم توجه إلا في 118 من الحالات، أي بنسبة 10% فقط.
ومن بين 239 تحقيقًا في قضايا تتعلق بقتل أو جرح فلسطينيين، 16 قضية فقط انتهت بإصدار أحكام, أي بما يعادل 6.7%.
الاعتداء على الصحافيين إمعانًا في إخفاء الانتهاكات:
وقال تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الحقوقي: إن اعتداءات الاحتلال على الطواقم الصحافية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بلغت أكثر من 315 اعتداءً على الصحافة بينها مقتل ثمانية صحافيين في الفترة قيد البحث وهي من أول أبريل 2004 وحتى 31 أكتوبر 2007.
وأضاف التقرير: إن الفترة قيد البحث شهدت تصعيدًا ملحوظًا في انتهاكات قوات الاحتلال التي تمارسها ضد الصحافيين.

No comments: